المغاربة اسقطوا “العدالة والتنمية” بـ “ضربة من الأحذية الجديدة”
ما بعد سيطرة طالبان على كابول، انتعشت الحركات الإسلامية، وكانت السطوة للسلاح مقابل “الخيبة الأمريكية”، غير أن نموذج المغرب سيقول:
ـ الإسلاميون الذين (قد) ينتصرون بالسلاح، يسقطون بخيارات الناس، وسيكون من المدهش، أن لاينال “حزب العدالة والتنمية” المغربي، سوى 12 مقعدًا في الانتخبات البرلمانية المغربية، وهم الذين حصدوا 125 مقعدًا في الدورة البرلمانية السابقة، ما يعني أن المغاربة قالوا للإسلاميين:
ـ اختبرناكم وأسقطناكم.
حزب العدالة والتنمية إياه كان قد فاز بانتخابات عام 2011 وقاد تحالفا واسعا
و تولى السلطة في أعقاب انتفاضات عام 2011، وحين باتت قبضته على السلطة أطلق فقهاءه ليعارضون قوانين من بينها قانون تعزيز اللغة الفرنسية في التعليم أو قانون آخر من مثل السماح بالاستخدام الطبي للقنب، ولو أطلقت يده لاستن قوانين تعارض كل ما ينتمي الى العصر وصولاً لاستخدام الملعقة.
سعد الدين عثماني أمين عام الحزب، قدم استقالته من الحزب، استجابة لرسالة من الأمين العام السابق للعدالة والتنمية عبد الإله بنكيران، وكان بنكيران قد نشر رسالة تحمل توقيعه على “فيسبوك” قال فيها :”بعد اطلاعي على الهزيمة المؤلمة التي مني بها حزبنا بالانتخابات المتعلقة بمجلس النواب، أرى أنه لا يليق بحزبنا في هذه الظروف الصعبة إلا أن يتحمل السيد الأمين العام مسؤوليته ويقدم استقالته من رئاسة الحزب”.
حزب التجمع الوطني للأحرار، وكان الأصغر من بين الأحزاب في الايام المغربية السابقة صعد صعودًا مدويًا، وكان شعاره، وباللهجة المغربية “أنت تستاحق الأفضل”،
ونجحت حملة الحزب في استمالة الناخبين تحت شعار “أنت تستحق الأفضل”، مكتوبا باللهجة المغربية بدلا من العربية التقليدية.
لهذا الأمر أكثر من معنى، فالفائز كان عزيز أخنوش، أما وعود “أخنوش” لمنتخبيه فلم تتصل بالجنّة.. لقد وعدهم بـ “المدارس والمستشفيات والوظائف، وفي بعض الحالات المال لشراء الأحذية الجديدة التي هم في أمس الحاجة إليها”.
الخلاصات التي تستوجب التوقف عندها، هي أن اجتثاث الحركات الإسلامية، لن يكون بالحديد والنار، ففي لحظة ما، من الوارد القول:
ـ دعهم يحكمون.. دعهم يسقطون.
وإذا ما ابتعدنا أكثر فهاهم الايرانيون، ونصفهم تحت الأرض اليوم، يصرخون بملئ حناجرهم بسقوط “خامنئي” وسقوط حوزته، حتى أن تقارير صحفية من طهران تقول بأن نسبة المصلين في المساجد ما بعد انتصار “الخمينية” قد تراجعت حتى أوشكت أن تنعدم، فيما سائقو التاكسيات يفضلون أن لايقلوا رجل دين يطلب خدمتهم، وإذا كانوا قادرين حتى اللحظة على التحكم بالسلطة، فالأيام المقبلة ستقول غير ذلك، ذلك أن “طهران تحت الأرض” هي غير “طهران فوق الارض”، وليس بعيدًا ذلك اليوم الذي تنقض فيه حركات “تحت الأرض” على سلطة الملالي لإسقاطها.
ثمة مقولة لشاب مغربي، يحكي فيها جملة يمكن التأسيس عليها:
ـ أيها الإسلاميون، احكموا لتسقطوا.
حدث هذا في المغرب اليوم، وماحدث يصلح بأن يكون :
ـ دليل عمل.