fbpx
أخر الأخبار

الملالي.. اختطافات عابرة للحدود

 أعدمت إيران  الملاكم نافيد أفكاري في أيلول الشهر الفائت،  وخطفت الصحافي روح الله زم في العراق في الشهر  نفسه، وأردت 1400 شخص بالرصاص خلال السنة الفائتة، ولم تهتز شعرة من لحية علي خامنئي بالإدانات الدولية التي واكبت مثل هذه الجرائم، حتى بات العالم يعلم بأن  النظام الايراني يعمل على إظهار قدرته على قتل الرياضيين والإعلاميين والمفكرين المحميين من القانون الدولي علناً ومن دون أي تردد.

 ـ ما السر وراء كل هذا الاستهتار بالرأي العام الدولي؟

صحيفة “الجيروزاليم بوست” الإسرائيلية خصت إلى أن ثمة رسالة واضحة وراء  ممارسات إيران الهمجية تجاه شعبها، وعدم ترددها في قتل شخصيات بارزة محمية من القوانين الدولية لحقوق الانسان، بأنها رسالة واضحة للعالم،  ووجدت الصحيفة الإسرائيلية سببين أساسيين يدفعان الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى اعتماد النهج الراهن.

يعود السبب الأول إلى محاولة إثباتها أنَّه في خضم العقوبات الأميركية والتهدئة الأوروبية، لا تزال قادرة على فعل ما تشاء. ويشمل ذلك استهداف الدول ومن بينها المملكة العربية السعودية، ونشر سفن تعدين في المياه الدولية، وإطلاق الصواريخ على دول أجنبية، وتمويل الميليشيات غير القانونية، وتوفير الأسلحة التي يتم الاتجار بها في مختلف أنحاء الشرق الأوسط. وفي وقت لا تعتمد أي دولة حول العالم ممارسات مماثلة، تعتبر إيران أنَّ القوانين الدولية لا تنطبق عليها.

 أما السبب الثاني، فيكمن في نية إيران ردع أي احتجاج يظهر قبل تولي إدارة الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن مهامها. ومن خلال إعدام أفكاري إثر احتجاجه وخطف زم وقتله، أرادت إيران توجيه رسالة إلى المنشقين، تُظهر من خلالها قدرتها على قتل كل من يعارضها في مختلف أنحاء العالم.

والواقع أنَّ النظام قتل الصحافي قبل أيام قليلة من انعقاد مؤتمر اقتصادي ضخم يضم المتملقين الموالين لإيران. واختار هذا التوقيت لاختبار ردة الفعل المحتملة في أعقابه. وبعدما ندد البعض بهذه الخطوة، أدركت إيران أنَّ الأعمال الوحشية التي تقترفها اليوم تواجه بعض الانتقادات.

 في السياق نفسه  قامت إيران بخطف طالبة في “الأكاديمية الأسوترالية – البريطانية”، وتم تبادلها مع معتقلين إيرانيين في الخارج.

وفي الوقت الراهن، تزداد نظرة الدول الغربية الحديثة إلى الأنظمة الاستبدادية  وجلادي المنشقين غرابة، إذ تعتبر إيران جلاداً “متطرفاً” من جهة، ووزارة الخارجية في طهران “معتدلة” قريبة من الغرب من جهة أخرى. يشبه ذلك ادعاء الولايات المتحدة بأنَّ عمليات الإعدام في تكساس بواسطة الكرسي الكهربائي ينفذها “المتطرفون” ولا تعني “المعتدلين” في واشنطن.

 وظهر خطف المعارض الإيراني حبيب كعب في تركيا المثال الأحدث على ممارسات إيران الوحشية، وهي العملية التي وصفت بأنها  بـ”مخطط اخطف عابر للحدود”.

والواقع أنَّ إيران تعتمد على عمليات الاختطاف لإظهار قدراتها. ومؤخراً، لم تعد تركيا والعراق ملاذاً آمناً للمنشقين الإيرانيين، ما يشكل جزءاً من الرسالة التي ترغب إيران في توصيلها إلى معارضيها، بهدف تخويفهم واسكاتهم خلال فترة انتقال السلطة الأميركية إلى بايدن.

بالنتيجة هي رسائل يبعث بها الملالي للمجتمع الدولي، مفاد الرسالة:

ـ أحمض ما عندكم اطبخوه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى