fbpx

المنطقة الآمنة وتفتيت سوريا: بين الأحلام التركية والرغبات الأمريكية

يحتل الوضع شرقي الفرات، شمال شرقي سوريا، عناوين مماحكة السياسيين، بعد تعثر طويل لحلحلة عقده، وبروز خلافات بين اللاعبين الكبار في الملف السوري، إذ تشكل المنطقة الأمنية التي تمتد على ثلاثة محافظات سورية، الرقة والحسكة وحلب، شمالي البلاد، “عقدة النجار” التي تتطلب حراكاً تفاوضياً مكثفاً لبلورتها، خاصة انها تضم ضمن خريطتها المفترضة مناطف هامة وغنية بالبترول، فضلا عن المساحات الواقعة شمال الطريق الدولي الاستراتيجي، الذي يربط مدن الشمال السوري، وتمتد على طول 460 كم، بعمق 32 كم في سوريا على طول الجوار التركي.

ويعتقد خبراء ومراقبين ان الولايات المتحدة الأمريكية ترغب في تأمين الوجود الكردي المستقل شرق الفرات، مع مراعاة المصالح التركية على حدودها الجنوبية، فيما يعزو اغلبهم موافقة واشنطن على المطالب التركية “لكي لا يتم الاندماج الاستراتيجي بين تركيا وإيران على الساحة السورية”.

فيما يكثف الجانبين الأمريكي والتركي من مباحثاتهم في سبيل تجاوز المحنة أو تحقيقها وفق صفقة مربحة لكليمها، فيما يبقى الحل النهائي، بالرغم من التصريحات الرسمية التركية، بيد اللاعب الأمريكي، الذي يقف أمام أي انفراجة او فرص نجاح التسويات الثنائية، لوضع المنطقة، ما لم تحظ بقبوله الكامل.

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، كان قد أعلن السبت، إن بلاده ستبدأ بتنفيذ خطة لإقامة “منطقة آمنة” في سورية، في حال فشلت المحادثات مع الولايات المتحدة، بمنح القوات التركية السيطرة على المنطقة خلال بضعة أسابيع.

جاء ذلك خلال كلمة ألقاها إردوغان في مراسم تخرج بجامعة الدفاع الوطني في اسطنبول، قال فيها “ليس لدينا الكثير من الوقت أو الصبر فيما يخص المنطقة الآمنة، التي ستقام على امتداد حدودنا بالكامل شرق نهر الفرات، وفقاً لرويترز، وكشف أردوغان أنه “إذا لم يسيطر جنودنا على المنطقة في غضون أسابيع قليلة، فسنضع خطة عمليات خاصة بنا موضع التنفيذ، لافتاً إلى أنه يريد من الجنود الأتراك بدء إقامة منطقة آمنة خلال أسبوعين أو ثلاثة.

وخلال خطابه لم يوضح الرئيس التركي أية تفاصيل عن الخطة، لكنه حذر سابقا من أن تركيا ستشن هجوماً منفرداً عبر الحدود إذا لزم الأمر، وذلك لإبعاد وحدات حماية الشعب الكردية عن حدودها.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد اقترح إقامة المنطقة الآمنة، عقب إعلانه عن خطة لسحب القوات الأمريكية الخاصة من شمال سوريا العام الماضي، إلا أنه تراجع عن قراره في وقت لاحق، لضمان توفير الحماية لحلفائه الأكراد.

تزامنا، اعلن المسؤول لدى قوات قسد “زيدان العاصي” في وقت سابق، أن الوحدات الكردية ستسحب قواتها ومعها الأسلحة الثقيلة من الشريط الحدودي مع تركيا، بموجب الاتفاقات بين واشنطن وأنقرة، موضحا ان الانسحاب يأتي في إطار المرحلة الأولى من التفاهمات بين تركيا وأمريكا حول المنطقة الآمنة.

كما أشار إلى أن الخطوات العملية الأولى، قد أنجزت في الرابع والعشرين من الشهر الجاري، حيث سلمت ;laquo;قسد;raquo; نقاطها لقوات من الفصائل المحلية، وذلك أسوة ببعض المناطق الأخرى مثل تل أبيض بريف الرقة، بهدف التوصل إلى حل لكافة القضايا عن طريق الحوار السلمي مع دول الجوار.

وقالت الإدارة الذاتية في بيان، إنها بدأت بخطوات أولى للانسحاب من مواقعها، في تل أبيض ورأس عيسى على الحدود، في إطار التفاهمات الثلاثية في ما يخص أمن الحدود مع تركيا، وذلك بإزالة بعض السواتر الترابية وسحب مجموعة من وحدات حماية الشعب والأسلحة الثقيلة إلى نقاطها الجديدة.

وشكلت تركيا والولايات المتحدة سابقاً، مركز عمليات مشتركا للمنطقة الآمنة المزمع إقامتها على الحدود مع تركيا، فيما يقول خبراء بالعلاقات الامريكية -التركية لمرصد مينا ان المفاوضات الجارية الآن هي حول عدد الكيلو مترات، معتبرين ان المنطقة لن تصل إلى عمق كبير، بل ستكون في الجوار التركي حول تل ابيض ورأس العين، وستضم مدينة القامشلي، وتل تمر، والدرباسية، وعامودا، ووردية، وتل حميس، والقحطانية، واليعربية، والمالكية في محافظة الحسكة، وصولاً إلى محافظة حلب عند ما يسمى بكوباني أي عين العرب.

مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الاعلامي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى