الموت يغيب “محمد طه القدال”أحد أبرز شعراء السودان
مرصد مينا- السودان
غيب الموت، الليلة الفائتة، أحد أبرز شعراء السودان، “محمد طه القدال” عن عمر يناهز 70 عاما، بعد صراع مع المرض، ورحلة طويلة من العطاء الشعري الذي الهم الكثير من السودانيين.
ونعت الأوساط الثقافية والسياسية السودانية الراحل “القدال”، الذي هجر دراسة الطب، من أجل التفرغ للشعر، بمفرداته الخاصة المستمدة من البيئة الثقافية واللغوية التي نشأ فيها في منطقة “الجزيرة” وسط السودان، حيث صنفه “عبد الرحمن الأبنودي” كواحد من أفضل الشعراء العرب.
وُلد “القدال” بقرية حليوة بولاية الجزيرة وسط السودان عام 1951، وتخرج من جامعة الخرطوم تخصص في الإدارة، كما عمل في بداية حياته الوظيفية بتلفزيون السودان القومي.
بدأ مسيرته الشعرية في نهاية ستينيات القرن الماضي، لكن نجمه سطع بقوة في بداية الثمانينات حيث برز كشاعر سياسي وثوري وجد شعره صدا كبيرا في الشارع السوداني في ذلك الوقت، حيث كان أحد الملهمين لانتفاضة أبريل 1985 التي اطاحت “جعفر النميري”، كما كان أيضا أحد الملهمين لثورة ديسمبر التي اطاحت نظام الإخوان في نيسان\ أبريل 2019.
خلال العقود الثلاثة الماضية اكتسب “القدال” حضورا جماهيريا كبيرا إلى جانب الراحلين “محجوب شريف” و”محمد الحسن حميد” اللذان سطع نجمهما أيضا في مجال الشعر الثوري والتراثي.
وتغنى بشعره عملاق الفن السوداني الراحل “مصطفى سيد أحمد” إضافة إلى مجموعة “عقد الجلاد”.
“القدال” كرس حياته من أجل الشعر ونشر الثقافة والتراث، مركزا على الشعر الثوري السهل أحيانا والموغل في المعاني العميقة أحيانا أخرى والذي يمجد الحياة والوطن والحرية ورفاه الإنسان، وبقدر ما كان محل احترام وتقدير من قبل النقاد واحتفاء كبير من قبل الجمهور، كان الخصيم الأول للدكتاتوريات التي مرت على البلاد خلال سنوات حياته، حسبما يقول مراقبون وشعراء.