النظام الطارد.. كيف له ان يستقبل اللاجئ؟
يُطل وزير الإدارة المحلية في الحكومة السورية، ليعلن ترحيبه بعودة اللاجئين السوريين إلى سوريا، و… سنصدّقه، ونصدقه أكثر إذا لم نكن نعلم بأن نظام بلده يشتغل على طرد من تبقّى من السكان، وبشكل ممنهج، فكيف لمن يطرد من تبقّى أن يستعيد من تهجّر؟
ـ مدن مدمرة وأحياء مدمّرة، فمن سيعود إلى المدمّر، وإن عاد فكيف سيعيش فيها؟
ـ أسعار المواد الاساسية من سلع وأغذية باتت اسعار فلكية، فمن سيعود إلى الجوع المبرمج والمرتّب، وهو مبرمج ومرتب وبلا أدنى شك من هذا النظام وحكومته؟
ـ لاطبابة، ولا مدارس، ولا أسباب لعودة الحياة أو استنساخ حياة أو خلق حياة، وكله مبرمج ومدروس ومطلوب.
غير هذا وذاك من سيعود وبوابات السجون مفتوحة، وجمهورية الرعب مازالت هي السمة الأصيلة لنظام سياسي نشأ على الرعب، واستمرأ الرعب واشتغل على الرعب؟
ثم، ما مصلحة النظام بعودة اللاجئين، ومعظمهم إن لم يكن معظم معظمهم مكلومين من النظام، فإن قبلوا به يقبلون قسرًا، وإن صمتوا عنه فلن يكون صمتهم سوى الصمت المؤقت والممهد للانفجار الكبير، وبالنتيجة فإذا كان هذا النظام “عاقلاً” فمن مصلحته تهجير من تبقى، وإذا ما أبقى فلا يبقي سوى على مواليه، وسدنته، وعلى الطبقة “الممتازة” التي اشتغل عليها وهي طبقة الفساد والاستبداد، وإهدار كرامة الناس، ومع هؤلاء سيتحقق حلم بشار الأسد بـ “المجتمع المتجانس” فكيف له أن يستورد بشرًا لابد ويخلقون ارتباكًا في هذا “المتجانس”، هذا إذا لم يشتغلون على تقويض “المتجانس” إياه، ويستعيدون ثورة مُجهضّة، قد تستولد ثورة ظافرة؟
وزير الإدارة المحلية إياه، لابد وأنه يعلم بأنه يحكي كلامًا مرسلاً لاقيمة له، ولو لم يكن متيقنًا من هذا، لما أبقي عليه وزيرًا، فكل ماعلى السيد الرئيس أن يغمز باجتثاثه ووزارته، ليجتث هو ووزارته معًا.
قضية اللاجئين، ليست قضية تعني النظام، ما يعني النظام هو ترحيل من تبقى من ناس يقلقون “التجانس” .
إنه النظام الطارد لا النظام المستقبِل.
ما يحدث في سوريا من استعصاءات في حياة الناس.. مدروس، ومشغول عليه.
من يعتقد بغير ذلك، مخدوع مخدوع مخدوع.