النفوذ الإيراني يتزايد بدير الزور.. واشتباكات بالباغوز مجدداً

تواصل الميليشيات الإيرانية المنتشرة في محافظة دير الزور شمال شرق سوريا، تغلغلها بالمحافظة مع تزايد نفوذها على حساب قوات النظام، في وقت استمرت فيه الأخيرة باعتقال شباب المحافظة لزجهم في صفوفها.

ومع تجاوزات وتعديات الإيرانيين والنظام بحق ابناء المحافظة، فأن الاشتباكات بين “قوات سوريا الديمقراطية”(قسد) وتنظيم الدولة “داعش” لاتزال تتجدد بين الفترة والأخرى في بلدة الباغوز مع قصف من قبل التحالف رغم إعلان “قسد” هزيمة التنظيم في البلدة قبل نحو اسبوعين.

وأفادت مصادر مطلعة في المحافظة لمرصد مينا، إن ما يسمّى الجنرال “ذو الفقار” وهو قائد إحدى الميليشيا الإيرانية المتمركزة بدير الزور، قام بجولة في مدينة البوكمال اليوم السبت، لتفقد المحلات التجارية المطلوب أصحابها للنظام، حيث أمر بمصادرة ممتلكاتهم العقارية بشكل كامل.

وبحسب المصادر فأن الأمر لم يقتصر على مصادرة أملاك الأشخاص المطلوبين، بل تعدّاه ليشمل أقاربهم في المدينة، مشيرة إلى أنه تم الأمر بإغلاق محالهم التجارية ومراجعة مقر الميليشيات الإيرانية في حي الجمعيات بالبوكمال.

ومنذ أشهر تعمل الميليشيات الإيرانية والتي تسيطر على مناطق متعددة بالمحافظة، لا سيما مدينتي البو كمال والميادين، على فرض طرق دينية “شيعية” على أهالي المنطقة سواء من خلال تغيير طريقة آذان في المساجد، وفتح مراقد “مقدسة” أو من نشر التشيع بين أبناء المحافظة من خلال الترغيب والتهريب، وفق ما يقول ناشطون.

من جهة ثانية، أرسلت مخابرات النظام الخميس الماضي، مذكرات تبليغ لنحو 70 موظفاً حكومياً، لمراجعة فرع الأمن السياسي، وذلك للتحقيق معهم في أسباب تخلفهم عن المشاركة في وقفة إجبارية حول تمثال “حافظ الأسد” في المدينة.

وبحسب المصادر، فقد أُبلغ معلمو مدارس وموظفون بمديرية التربية والخدمات الفنية ومؤسسة المياه وشركة الكهرباء ودوائر أخرى، بمراجعة الأمن السياسي، مشيرة إلى أن التبليغات جاءت لعدم مشاركة هؤلاء في “وقفة ” نظمها “حزب البعث” رفضاً لاعتراف الرئيس الأمريكي بضم الجولان لإسرائيل.

وتؤكد المصادر بأنه يعمل في كل دائرة “حكومية” مندوب أمني من بين الموظفين لكل فرع من أفرع المخابرات الأربع التابعة للنظام، مشيرة إلى أن المندوب الأمني يرفع تقارير أمنية عن سلوك ومقدار ولاء زملائه الموظفين، إضافة إلى التقارير التي يرفعها المديرون والمسؤولون النقابيون في كل دائرة.

وفي موازاة ذلك،‏‎ شنت الشرطة العسكرية التابعة للنظام، حملة اعتقالات في مدينة الميادين بحثاً عن مطلوبين للخدمة الإجبارية.

ووفق مصادر إعلامية محلية فإن الشرطة العسكرية اعتقلت أكثر من أربعين شاباً في المدينة وساقتهم إلى شعبة التجنيد ‏لفرزهم إلى مواقع عسكرية مختلفة‎.‎

وأشارت المصادر إلى أن الشباب الذين اعتقلتهم الشرطة العسكرية التابعة للنظام، كانوا قد عادوا مؤخراً إلى مدينة ‏الميادين، بوساطة عشائرية نصت على أن تكون خدمتهم في مدينة الميادين، وأن لا يتم سحبهم إلى المحافظات ‏السورية الأخرى‎.‎

وأكدت المصادر، أن اعتقال الشباب سبب استياء وجهاء المنطقة الذين توسطوا لهم، وأقنعوهم بالعودة إلى الميادين ‎.‎

وفي سياق آخر، على الصعيد الميداني فقد تجددت الاشتباكات بين ميليشيا”قسد” وعناصر من تنظيم “داعش” في بلدة الباغوز شرقي ديرالزور، يوم الثلاثاء الماضي.

ونقل عن مصطفى بالي، مدير مكتب ”قسد” الإعلامي، قوله: ”قواتنا تستأصل مجموعات من عناصر تنظيم داعش الذين يختبئون في كهوف داخل بلدة الباغوز وبالقرب منها“، حسب تعبيره.

كما شن طيران التحالف الدولي، غارات جوية على مواقع تمركز عناصر التنظيم في محيط جبل الباغوز.

وكانت مصادر مينا، قد ذكرت الاحد الماضي، باندلاع اشتباكات قرب الباغو، بين “قسد” و”داعش”، في وقت شن فيه طيران التحالف عدة غارات جوية على محيط البلدة.

ومنذ إعلان “قسد” السيطرة على الباغوز وتحقيق النصر على “داعش” في 23 آذار/ مارس الماضي، تدور اشتباكات متقطعة بين ‏‏“قسد” بدعم من التحالف وعناصر التنظيم يرجح أن يكون بينهم قادة من الصف الأول في التنظيم الذين رفضوا ‏الاستسلام وتواروا في الكهوف والأنفاق‎.

إلى ذلك، أعلنت صفحات موالية للنظام السوري، الأثنين الماضي، فقدان الاتصال برتل لقوات النظام في البادية دير الزور وتدمر ، وذلك خلال عمليات التمشيط وملاحقة عناصر داعش في الصحراء، وهو الرتل السابع الذي ينقطع الاتصال به منذ سيطرة النظام السوري على المنطقة قبل اكثر من عام ونصف.

وكان ناشطون قد تناقلوا خبراً عن مواقع إعلامية تابعة لـ”داعش” قبل ذلك الإعلان بيومين، حول قيام التنظيم بتدمير رتل عسكري لقوات النظام و عناصر من القوات الروسية قرب بادية تدمر.

مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا”

حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.