fbpx

انسحابات تهدد انتخابات العراق وتحذيرات من تأجيلها

مرصد مينا- العراق

مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المبكرة المزمع إجراؤها في 10 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل في العراق، تتواصل عمليات انسحاب الكتل والأحزاب السياسية، بدعوى غياب البيئة الآمنة والمناسبة لإجرائها، تناقص نسب المشاركة الجماهيرية فيها.

ومؤخرا، أعلنت 3 أحزاب سياسية عراقية انسحابها ومقاطعتها للانتخابات البرلمانية، ليصبح عدد الكتل التي أعلنت انسحابها حتى الآن 5، أبرزها التيار الصدري، الذي فازت كتلته بالمركز الأول في الاقتراع الماضي.

وترى هذه الأطراف أن استمرار غياب بيئة آمنة ومناسبة لإجراء الانتخابات هو ما دفعها إلى اتخاذ هذا الموقف، حسبما نقلت وسائل إعلام محلية.

آخر المنسحبين والمقاطعين قائمة “المنبر العراقي” التي يتزعمها رئيس الوزراء الأسبق “إياد علاوي”، حيث أعلن “وائل عبد اللطيف”، نائب رئيس المنبر انسحاب الكتلة قائلا إن “المنبر يعلن موقفه الصادق والصريح بالانسحاب، ومقاطعة الانتخابات”، مبرراً انسحابه بتوقعه “تضاؤل وتناقص نسب المشاركة الجماهيرية فيها”.

واعتبر السياسي العراقي أن “العملية دورة برلمانية ستمون غير كفوءة لتحمل الأعباء العظيمة، وتنتج منها حكومة ضعيفة، ومستضعفة مقرونة بالفساد والتزوير”.

بدورها، أعنت جبهة الحوار الوطني التي يتزعمها “صالح المطلك” في وقت سابق، مقاطعتها للانتخابات التشريعية، كما سبق وأعلن زعيم التيار الصدري “مقتدى الصدر” والحزب الشيوعي العراقي مقاطعة الانتخابات المقررة في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

وفي هذا السياق، قال العضو في قائمة المنبر العراقي وائل عبد اللطيف إن قرار قائمته جاء بعدما تبين لها بما لا يقبل الشك عدم وجود بيئة آمنة وظروف سليمة لإجراء الانتخابات، لافتا إلى استمرار السلاح المنفلت والمال السياسي.

يشار إلى أن زعيم التيار الصدري “مقتدى الصدر”، كان أعلن الخميس الماضي عدم المشاركة في الانتخابات البرلمانية المبكرة، وانتقد الصدر حالة الفساد المستشري في البلاد، وقال في كلمة متلفزة “حفاظا على ما تبقى من الوطن وإنقاذا له، الذي أحرقه الفاسدون وما زالوا يحرقونه، نعلمكم بأنني لن أشترك بهذه الانتخابات.. فالوطن أهم وأغلى من كل ذلك”.

كما شدد الصدر حينها على أنه قرر رفع يده عن كل المشتركين والمنتمين للحكومة الحالية والمقبلة، وأن “الكل تحت طائلة الحساب”، معتبرا أن “ما يجري في العراق مخطط شيطاني دولي لإذلال الشعب وتركيعه بسبب الخوف من هؤلاء الذين يسعون للإصلاح واجتثاث الفساد”.

وكانت كتلة “سائرون” التي يتزعمها الصدر الذي يعتبر من أكثر الشخصيات نفوذا في العراق، الفائز الأكبر في الانتخابات البرلمانية عام 2018، بحصولها على 54 مقعدا في البرلمان المؤلف من 329 مقعدا.

مقاطعة التيار الصدري، تبعها إعلان كل من الحزب الشيوعي العراقي وجبهة الحوار الوطني التي يتزعمها صالح المطلك على التوالي مقاطعتهما الانتخابات التشريعية المقبلة، إضافة إلى مقاطعة قوى أخرى مقربة من الحراك الشعبي.

يذكر أن المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، في مطلع يوليو/تموز الجاري، مشاركة 3243 مرشحا يمثلون 44 تحالفا و267 حزبا، إلى جانب المستقلين، وذلك للتنافس على 329 مقعدا في البرلمان العراقي.

وبينما يرى مراقبون أن هذه الانسحابات ستودي إلى التأثير في موعد الانتخابات، تحذر أطراف سياسية عديدة من تأجيلها، فيما تقول أخرى إن إجراء الانتخابات في مثل هذه الظروف سيخرجها عن الهدف الأساسي منها.

وتؤكد هذه الأطراف الحاجة إلى بيئة آمنة، بعيدا عن السلاح المنفلت والمال السياسي والتدخل الخارجي.

ويسود الاعتقاد بأن أي انتخابات لا تسهم في تغيير حقيقي في المشهد السياسي القائم ستؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار، وقد تفتح الباب واسعا أمام انتكاسة يصعب تداركها.

يذكر أن السفير الأميركي في العراق “ماثيو تولر”، تحدث أمس الأربعاء، وجود فصائل تريد تشويه الانتخابات العراقية وتغيير نتائجها.

الجدير بالذكر أن الانتخابات المبكرة المقبلة، كانت أحد مطالب احتجاجات شعبية انطلقت في البلاد منذ أكتوبر/تشرين الأول 2019، وسيتولى البرلمان المقبل منح الثقة لرئيس البلاد الذي سيكلف بدوره رئيس الكتلة الكبرى بتشكيل الحكومة، وفق الدستور.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى