باشاغا والدبيبة.. سيناريو الإقتتال الليبي يلوح بالأفق
مرصد مينا – ليبيا
ازدادت المخاوف من عودة ليبيا إلى الانقسام السياسي وربما الاقتتال الداخلي بعد تكليف البرلمان فتحي باشاغا بتشكيل الحكومة، إذ قال رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، إن قطار الانتخابات انطلق ولا عودة إلى الوراء وإنهم لن يرهنوا مستقبلهم مرة أخرى بمن فقدوا أهليتهم الوطنية حسب تعبيره.
الدبيبة أضاف في تصريحات اليوم الاثنين أن حكومته لن تسمح بتمرير ما أسماها مؤامرة التمديد مرة أخرى، مشيرا إلى أنهم قاموا بتشكيل لجنة وزارية برئاسة وزير العدل لاختيار فريق وطني مستقل لوضع خطة الانتخابات.
وفي وقت سابق، قال محمد حمودة المتحدث باسم حكومة الوحدة الوطنية الليبية، إنّ حكومة الدبيبة تتمتع بالشرعية القانونية محليا ودوليا، ومستمرة إلى حين تسليم السلطة إلى حكومة منتخبة.
من جهتها دعت المبعوثة الأممية ستيفاني وليامز كلا من الدبيبة وباشاغا الذي أصدر البرلمان قرارا بتكليفه إلى الحفاظ على الهدوء والاستقرار.
وكان من المقرر أن تعقد ليبيا الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ديسمبر/كانون الأول الماضي، لكن خلافات بين الفصائل وأجهزة الدولة بشأن كيفية إجراء الانتخابات أدت إلى انهيار العملية قبل أيام من التصويت.
وليامز قالت في تغريدة على موقع تويتر إنها أكدت خلال اجتماعها مع باشاغا “ضرورة المضي قدما بطريقة شفافة وتوافقية من دون أي إقصاء”، وشددت على الحفاظ على الاستقرار في طرابلس وفي جميع أنحاء البلاد، مشددة على وجوب مواصلة التركيز على “إجراء انتخابات وطنية حرة ونزيهة وشاملة في أقرب وقت ممكن”.
من جانبه، قال باشاغا إنه بحث مع المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا ستيفاني وليامز سبل تشكيل حكومة جديدة بشكل شفاف وعادل، لافتا إلى ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها المحدد، مجددا التزامه بعدم ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة.
باشاغا أضاف في كلمته المسجلة، أنه بدأ بإجراء مشاورات لتشكيل حكومته مع مجلسي الدولة والنواب ومؤسسات المجتمع المدني. وقال إن المثقفين والشباب سيكونون من ضمن المكونات الأساسية لحكومته المقبلة.
في سياق متصل لوحت العديد من التشكيلات المسلحة والميليشيات بدعم الدبيبة من جهة، وباشاغا من جهة أخرى، ما يضع البلاد أمام مشهد مخيف من الانقسام، الذي قد ينزلق ثانية إلى أتون الاقتتال، وهو ما دفع المبعوثة الأممية ستيفاني وليامز أمس إلى لقاء “رئيسي” الحكومة كل على حدة، داعية إلى الهدوء والتوافق وعدم التصعيد.