بالأدلة القاطعة روسيا قصفت أربعة مشافٍ سورية خلال 12 ساعة
نشرت صحيفة “نيويورك تايمز “الأمريكية، تحقيقاً لها، كشفت فيه بالأدلة القاطعة، استهداف طائرات روسية 4 مشافي في مناطق المعارضة السورية خلال 12 ساعة فقط، لافتة إلى أن ذلك كان بشكل متعمد وممنهج ومخطط له.
الأدلة التي استندت إليها الصحيفة كانت عبارة عن تسجيلات صوتية، قالت إنها تعود إلى سلاح الجو الروسي، أثناء تنفيذه عمليات قصف في سورية، حيث حصلت الصحيفة على اتصالات أجراها سلاح الجو الروسي، أثناء قصفه لمنشآت طبية، من خلال فك رموز آلاف من موجات بث الراديو التابع للقوات الروسية، موثقة أشهرًا من نشاط الطيارين.
ويظهر التحقيق الذي نشرته الصحيفة، قصف الطائرات الروسية لأربع مستشفيات في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري، بينها قصف مستشفى “نبض الحياة” في بلدة حاس بريف إدلب الجنوبي، 5 أيار الماضي، والذي كان يجري حوالي 500 عملية ويستقبل حوالي 5 آلاف مريض شهرياً.
بحسب التقرير، فإنه يمكن سماع ضابط روسي يعمل في غرفة التحكم بحركة الطيران، في تسجيل صوتي وهو يزود الطيار بخطوط الطول والعرض المتوافقة تماماً مع مشفى “نبض الحياة”، بعد دقائق يقول الطيار إن الهدف مشاهد بالنسبة له، ليستجيب مركز التحكم على الأرض ويعطيه الرمز الأخضر بالقول “ثلاث سبعات”، ليطلق الطيار بعدها قذائفه ويقول “نفذت”.
وأكدت الصحيفة في تقريرها، أنها دعمت تحقيقها، بتصريحات شهود عيان وعاملين في مراصد حركة الطيران الحربي، وتسجيلات صوتية لسلاح الجو الروسي، الأمر الذي أثبت للصحيفة أن الروس هم المسؤولون عن القصف وبشكل متعمد وممنهج.
وأوضحت الصحيفة، أن المشافي موجودة على لائحة قائمة المرافق الطبية لدى الأمم المتحدة، والتي منحتها روسيا والنظام لتجنب قصفها، لافتة إلى أن الأمم المتحدة ترفض حتى اللحظة ذكر المسؤول عن القصف.
واعتمدت الصحيفة بشكل عام، على سجلات حركة الطيران التي يقوم بها مراقبون “المراصد”، وآلاف التسجيلات الصوتية الروسية، وعلى تحليل الغارات عبر الصور الملتقطة ونوع القنابل، والرابع توقيت القصف ومطابقته مع التواريخ وما ينشر على مواقع التواصل.
التقرير أشار أيضاً، إلى أن الطيران الروسي قصف خلال 12 ساعة، كل من مشفي كفرزيتا، ومشفى الأمل لجراحة العظم، وفي كلتا الحالتين سجل مراقبون وجود الطيران الروسي في سماء المنطقة، فضلاً عن أنه يمكن سماع أصوات الطيارين في تسجيل الراديو، وهم ينفذون أهدافهم، بالإضافة لاستهداف مشفى كفرنبل ضمن التوقيت الذي لا يتجاوز نصف يوم.
التسجيل المرفق بالتحقيق، لفت إلى أن القصف الروسي تركز في شمال سورية، خاصةً في إدلب، وبعضه توزع بين حمص واللاذقية، مشيراً إلى أن الطائرات الروسية قصفت، وبشكل متكرر، المشافي في شمال سوريا لـ “سحق ما تبقى من المعارضة وإنقاذ نظام الأسد”.
وأكدت الصحيفة أنها حصلت على مجموعة كبيرة من الأدلة لتحليل تفجيرات المستشفيات، التي وقعت في يومي 5 و6 من شهر أيار الماضي، وتأكيدات صوتية من قبل الطيارين الروس بقصف كل مستشفى من المشافي الأربعة.
ونوه التقرير إلى أن الـ12 ساعة في يوم 5 مايو، مدة صغيرة من الحرب الجوية في سورية، ولكنها نموذج مصغر عن التدخل الروسي الذي بدأ منذ أربع سنوات، إذ نفذت فيها روسيا هجمات ممنهجة لمساعدة النظام السوري بالانتصار.
منظمة “أطباء من أجل حقوق الإنسان”، بدورها وثقت في تقريرها الصادر في 30 حزيران الماضي، نحو 583 هجومًا منفصلًا على 348 منشأة طبية في سورية، منذ عام 2011 حتى 2019، بينها 266 هجوم بعد التدخل الروسي، ما تسبب بفقدان 916 عامل طبي حياته خلال الهجمات.
مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي