بدعم من متنفذين.. تصاعد نشاط مافيات تهريب البشر من لبنان
مرصد مينا – لبنان – خاص
كشفت مصادر لبنانية خاصة، لمرصد مينا، عن استمرار انطلاق قوارب المهاجرين من السواحل اللبنانية باتجاه الشطر اليوناني من جزيرة قبرص، على الرغم من الاجتماعات، التي عقدها رئيس الجمهورية اللبنانية، “ميشال عون” مع الجهات المختصة لوقف تلك الظاهرة، بناء على طلب من اليلطات القبرصية.
إلى جانب ذلك، أشارت المصادر إلى أن شبكات تهريب البشر في لبنان بدأت تتحول إلى تجارة مربحة تديرها بعض المافيات المدعومة من متنفذين، موضحةً: “بعض المتنفذين في الدولة اللبنانية أو المسيطرين عليها لم يكتفوا بنهب الأموال العامة، وتهجير الشعب، بل امتد جشعهم إلى جيوب الراغبين في الهجرة من البلاد، ولمعرفة من هم أولائك المتنفذين علينا أن نسأل عن الجهة المتحكمة فعلا بالبلد”، في إشارة ضمنية إلى حزب الله.
وسبق للسلطات القبرصية أن أعلنت قبل أسبوعين، عن توقيف خفر السواحل لعشرات القوارب المنطلقة من السواحل اللبنانية، لافتةً إلى أن نصف المهاجرين على متنها يحملون الجنسية اللبنانية، وأن خفر السواحل قام بإعادتهم إلى بلادهم، وسط مطالبات قبرصية للسلطات اللبنانية، بالالتزام بتعهداتها السابقة بعدم السماح بانطلاق مراكب المهاجرين من سواحل لبنان.
في السياق ذاته، أكدت المصادر أن القوارب بدأت تنطلق من السواحل اللبنانية بشكل شبه يومي وشبه علني، خاصةً مع غياب أي إجراءات ملموسة من قبل الدولة اللبنانية أو خفر السواحل، لافتةً إلى وجود قوة داخل الدولة تمنع إصدار كل ما يدفع لتوقف تلك الهجرة، كما أن الأمر يذهب إلى دفعها باتجاه تأزيم الاوضاع أكثر في لبنان لإنعاش تجارة الهجرة غير الشرعية، على حد قولها.
كما كشفت المصادر أن أغلب نقاط الانطلاق تأتي من مدينة طرابلس الشمالية ومناطق في محيط العاصمة بيروت، مشيرةً إلى أن معظم ركاب تلك الرحلات هم من الشباب، بينهم من لم يتجاوز 17 عاماً من العمر.
يشار إلى أن لبنان يواجه أزمة اقتصادية ومعيشية خانقة جداً مع ارتفاع مع معدلات الفقر إلى أكثر من 50 في المئة والبطالة إلى ما يقارب 40 في المئة، وسط تكهنات أن يضرب الجوع البلاد، ليصل عدد الجائعين في لبنان إلى حد مليون جائع، بحسب إحصائيات الأمم المتحدة.
تزامناً، أكدت المصادر أن لبنان مقبل على كارثة إنسانية قد تتجاوز في حدتها ما شهدته سوريا خلال 10 سنوات من الحرب، في ظل فقدان عشرات الأدوية وارتفاع الأسعار وفقدان الليرة اللبنانية نحو 75 في المئة من قيمتها أمام الدولار، مضيفاً: “الأزمات تخنق اللبنانيين وتعنت السياسيين وتمسكهم بالمناصب والكراسي، أفقد اللبنانيين أي أمل في بلدهم، لقد انتقل اللبنانيون بعد عام من انتفاضتهم على النظام السياسي الحاكم، من مرحلة الاستياء إلى مرحلة اليأس، ما دفعهم إلى خيار ركوب البحر في رحلة قد تنتهي بها حياتهم”.
كما كان لبنان قد شهد خلال الأشهر الماضية عدة حالات انتحار للبنانيين، احتجاجاً على سوء الأوضاع المعيشية والفقر والعجز عن تأمين مستلزمات الحياة، حيث ترك بعضهم رسائل تحمل الحكومة والدولة اللبنانية والطبقة السياسية مسؤولية ما تشهده البلاد.