بشروط.. بوتين وافق على غض الطرف عن تحرير الشام..
قالت مصادر دبلوماسية أوروبية إن روسيا وافقت على غض الطرف عن (هيئة تحرير الشام – جبهة النصرة) فيما لو استطاعت تركيا ضمّها إلى صفوف المقاتلين الذين تدعمهم، وتُنهي نفوذهم المستقل في شمال غرب سوريا، ومحافظة إدلب على وجه الخصوص. وأوضحت المصادر بحسب وكالة آكي الايطالية من مدينة اسطنبول، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وافق خلال مباحثاته مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان على أن تقوم تركيا باحتواء مقاتلي جبهة النصرة ودمجهم ضمن الصائل التي تُشرف عليها تركيا في إدلب وريفها، مقابل وقف التفكير بالتدخل العسكري الروسي في المنطقة، وأوضحت لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن الهجمات والغارات الجوية التي يتم شنها على بعض مواقع المحافظة تجري بالتنسيق بين البلدين من أجل القضاء على الجيوب المقاتلة التي ترفض فكرة الاندماج بمقاتلي (الجيش الحر) الذي تدعمه أنقرة في تلك المنطقة. وأكّدت كذلك على أن عملية الاندماج لن تأخذ وقتاً طويلاً بناء على تضافر الجهود بين البلدين خلال المرحلة المقبلة، فيما سيبقى المقاتلون الأجانب خارج هذه المعادلة، وستسعى تركيا لإفراغ المنطقة منهم بوسائل مختلفة من بينها السماح لهم بالمغادرة الطوعية دون التعرض لهم. وكان الرئيس الروسي، بوتين فد قال إن مشكلة إدلب شائكة، لكن حلها ممكن رغم أنه يسير بشكل بطيء نسبياً، وأشار خلال مؤتمر صحفي الاثنين مع نظيره التركي في موسكو إلى أن اتفاق سوتشي حول إدلب لا يجري على ما يرام، حيث لم يتمكن الطرفان بعد من إنشاء مركز لتنسيق ومتابعة الأوضاع، لكنه عبر عن أمله في حل الإشكالات والبدء بتنفيذ خطوات الاتفاق، وقال إن حل مشكلة إدلب سيكون أساساً لإطلاق العمل السياسي في سوريا. وألمح بوتين إلى أن موسكو ستستمر في سعيها للقضاء على كافة المراكز الإرهابية في إدلب، مع ضرورة الحفاظ على وحدة وسيادة واستقلال سوريا، وعدم قبول محاولات تقسيمها إلى مناطق نفوذ. وتسعى تركيا إلى احتواء (هيئة تحرير الشام – جبهة النصرة) وإدماج مقاتليها بالفصائل التي تُشرف عليها في شمال سوريا، أو إفراغ الهيئة من مقاتليها ومسلحيها، واتفقت مع روسيا على ضرب الجيوب المتمردة الرافضة لهذا التوجّه، كما وزّعت قوائم إسمية لقياديين في الهيئة من الرافضين للادماج على الفصائل التي تدعمها لمطلوبين من الهيئة للحد من تحركهم والقبض عليهم. ورغم أن أنقرة صنفت (هيئة تحرير الشام – جبهة النصرة) كمنظمة إرهابية، إلا أن مفاوضاتها مع الطرفين الآخرين الضامنين لأستانا، روسيا وإيران، تؤكد على أنها يمكن أن تُلغي صفة الإرهاب عن المقاتلين الذين يقبلوا الانسحاب من الهيئة والانضمام للفصائل التي تُشرف عليها تركيا. وتُشدد تركيا على ضرورة أن تبقى إدلب تحت سيطرة المعارضة الموالية لها، بمن فيهم المقاتلين المتشددين الذين يجري إدماجهم في المجموعات المقربة منها. مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا”