بعد تصنيفها منظمة إرهابية.. الجزائر تبدأ بملاحقة ناشطي حركة “رشاد”
مرصد مينا- الجزائر
أطلقت السلطات الجزائرية حملة لملاحقة ناشطين منتمين لحركة “رشاد”، وذلك بعد قرار مجلس الأمن القومي تصنيف الحركة تنظيماً إرهابياً.
مصادر محلية قالت إن الأمن الجزائري بدأ مؤخرا، بملاحقة الناشطين بغية إحالتهم للمحاكم بتهم تخص محاولة زعزعة استقرار البلاد والتحريض ونشر منشورات تضرّ بالمصلحة الوطنية.
ويوم أمس الخميس، أعلنت المديرية العامة للأمن الوطني، في بيان، توقيف ناشط في حركة “رشاد”، كان يقوم بتوزيع منشورات تخص الحركة.
المديرية قالت في بيانها إنّ “التحريات التي قامت بها المصلحة المركزية لمكافحة الجرائم الإلكترونية أفضت إلى تحديد هوية المتهم، وهو ناشط يبلغ 33 سنة، قام بفتح عدة حسابات عبر المنصات الرقمية خصيصاً لغرض الترويج وإعادة نشر المناشير الخاصة بتنظيم “رشاد” ومناشير تحريضية أخرى”.
كما أشارت إلى أن “هذه المناشير التحريضية كانت تهدف للإضرار بالمصلحة الوطنية، والتحريض على التجمهر والدعوة للإخلال بالنظام والأمن العمومي”.
وحسبما كشفت المديرية، فإن هذا الناشط “بدون مهنة، تلقى عدة أوامر بالدفع عبر حسابه البريدي الجاري من طرف نشطاء حراكيين، مقيمين في الجزائر وفي الخارج، مقابل نشره لمضامين تحريضية عبر الفضاء السيبراني، حيث كان يتلقى المبالغ المالية عبر دفعات في الفترة بين كانون الثاني\ يناير 2020 لغاية الخامس من أيار\ أيار الجاري”.
ووجهت السلطات الجزائرية للناشط تهم “نشر وترويج عمداً لأخبار وأنباء كاذبة ومغرضة، من شأنها المساس بالأمن والنظام العمومي”، كما وجهت له جنحة تلقي أموال من داخل وخارج الوطن من مصادر مشبوهة، بقصد القيام بأفعال من شأنها المساس بأمن الدولة واستقرار مؤسساتها، والتحريض على التجمهر غير المسلح”.
يشار إلى أن السلطات الجزائرية، كانت قد اعتقلت عدداً كبيراً من الناشطين الذين ينتمون إلى الحركة، أبرزهم العضو البارز “مصطفى قيرة”، ووجهت لهم تهماً تتعلق بـ”المساس بالوحدة الوطنية” و”التحريض على التجمهر”، قبل أسبوعين بعد قرار مجلس الأمن القومي تصنيف الحركة التي تتمركز قيادتها الفعلية في الخارج، كتنظيم إرهابي، والتعامل معه ومع ناشطيه على هذا الأساس.
يذكر أن حركة “رشاد” تنظيم سياسي أسسه ناشطون ومعارضون وقيادات سابقة في “الجبهة الإسلامية للإنقاذ” المحظورة منذ عام 1992.
ويقيم أعضاء الحركة في الخارج، أبرزهم “مراد دهينة” و”يحيى مخيوبة”، إضافة إلى بعض الناشطين البارزين على مواقع التواصل الاجتماعي، كالدبلوماسي الهارب “العربي زيطوط”، المقيم في لندن و”أمير بوخرص” المعروف باسم “أمير ديزاد”، والذين تخصصوا في مهاجمة السلطة والجيش والأجهزة الأمنية وخصوصاً المخابرات، ونجحت هذه الحركة في استقطاب عدد كبير من الناشطين والمنتمين السابقين للجبهة، وباتت مكوناً مركزياً في الحراك الشعبي، وتقف وراء الشعارات المثيرة للجدل، المتعلقة بمهاجمة الجيش وجهاز المخابرات، ووصفها بالمخابرات.