أخر الأخبار

بعد ستة عقود من إعدامه.. ماذا نعرف عن كوهين أشهر جواسيس إسرائيل في العالم العربي؟

مرصد مينا

يُعتبر إيلي كوهين من أشهر وأبرز جواسيس إسرائيل في العالم العربي منذ تأسيس الدولة العبرية عام 1948، حيث تمكن من بناء علاقات قوية مع كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين في سوريا، قبل أن يُكشف أمره ويُعدم في ستينيات القرن العشرين وبالتحديد في 18 مايو عام 1965.

وبالتزامن مع الذكرى الستين لإعدام كوهين أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، استعادة إسرائيل لنحو 2500 وثيقة وصورة ومقتنيات شخصية تخص الجاسوس الإسرائيلي الشهير إيلي كوهين، والتي كانت ضمن الأرشيف السوري الرسمي المحفوظ في سوريا منذ أكثر من ستة عقود.

جاء هذا الإعلان عقب عملية سرية معقدة نفذها جهاز الموساد الإسرائيلي بالتعاون مع جهة استخباراتية شريكة، استهدفت جلب أرشيف كوهين إلى إسرائيل الذي تضمن آلاف المواد التي احتفظت بها الاستخبارات السورية تحت حراسة مشددة.

مسيرة إيلي كوهين من الإسكندرية إلى دمشق

ولد إيلي كوهين عام 1924 في مدينة الإسكندرية بمصر ضمن عائلة يهودية قدمت بالأصل من مدينة حلب في شمال سوريا، وانضم في شبابه إلى منظمة الشباب اليهودي الصهيوني في مصر، حيث عمل على تشجيع هجرة اليهود المصريين إلى فلسطين بعد قيام دولة إسرائيل عام 1948.

بينما هاجر والداه وأشقاؤه إلى إسرائيل في عام 1949، بقي كوهين في مصر وشارك في دعم شبكة استخباراتية إسرائيلية نفذت عمليات تفجيرية في منشآت أميركية بالقاهرة والإسكندرية بهدف تخريب العلاقة بين مصر والولايات المتحدة، ما أدى إلى كشف الشبكة وفضيحة كبيرة عرفت باسم “فضيحة لافون”.

وبعد سلسلة تحقيقات تمكن كوهين من إقناع المحققين ببراءته لكنه ظل تحت المراقبة، ثم غادر مصر عام 1956.

التحاقه بجهاز الموساد وتجسسه في سوريا

عمل كوهين مترجماً ومحللاً في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، لكنه فشل في البداية في الانضمام إلى الموساد، فاستقال وعمل كمحاسب في تل أبيب، حيث تزوج من نادية، امرأة إسرائيلية من أصل عراقي.

مع بداية الستينيات، أعاد الموساد النظر في طلبه وجنده ليعمل جاسوساً في سوريا بعدما أقام عدة سنوات في الأرجنتين، حصل على هوية مزورة كرجل أعمال سوري اسمه “كامل أمين ثابت”، ونجح في التغلغل داخل المجتمع السوري، حيث كون علاقات قوية مع شخصيات سياسية وعسكرية بارزة على مدار أربع سنوات، وأرسل معلومات استخباراتية دقيقة إلى تل أبيب عبر رسائل مشفرة وأجهزة إرسال لاسلكية.

كشف أمره وإعدامه

في عام 1965، تم القبض على كوهين متلبساً وهو يقوم ببث رسالة استخباراتية، وأُحيل إلى المحكمة التي حكمت عليه بالإعدام شنقاً.

جثة كوهين في ساحة المرجة بدمشق بعد تنفيذ حكم الإعدام به في 18 مايو 1965

نُفذ الحكم في 18 مايو 1965 في ساحة المرجة وسط العاصمة دمشق في زمن الرئيس السوري الراحل أمين الحافظ رغم مطالب العديد من الدول الغربية بعدم إعدام الجاسوس، ليصبح واحداً من أشهر الجواسيس الذين أعدموا في التاريخ الحديث.

الأرشيف السوري الذي استعادته إسرائيل

تضمن الأرشيف المستعاد وثائق ووثائق شخصية نادرة، بينها وصية كتبها كوهين بخط يده قبل إعدامه، تسجيلات صوتية من تحقيقات أجريت معه ومن تم استجوابهم من المحيطين به، رسائل أرسلها إلى عائلته، وصور فوتوغرافية من مهمته في سوريا، بالإضافة إلى جوازات سفر مزورة وصوراً تجمعه بمسؤولين عسكريين وسلطويين رفيعي المستوى، ودفاتر يوميات تحتوي على ملاحظات دقيقة حول مهماته وعمليات الموساد.

غموض مكان دفنه ومحاولات استعادة رفاته

على الرغم من مرور أكثر من ستين عاماً على إعدامه، لم يُعرف مكان دفن إيلي كوهين بشكل دقيق، فقد انتقلت رفاته عدة مرات بين أماكن سرية داخل سوريا بناء على أوامر من قيادات النظام.

حاول الموساد مراراً البحث عن رفاته ونقله إلى إسرائيل، لكن هذه المحاولات لم تنجح، كما كشف تسجيل صوتي لعم شقيقه موريس كوهين، الذي كان يعمل أيضاً في الموساد، أن رفاته دُفنت في مكان سري وحُرس بقوة، وأن النظام السوري بقي يحتفظ بسر مكان قبره.

مسلسل عالمي يوثق القصة

في عام 2019، بثت شبكة “نتفليكس” مسلسلًا بعنوان “الجاسوس” (The Spy) من ست حلقات، جسّد فيه الممثل البريطاني ساشا بارون كوهين – الذي لا تربطه قرابة بإيلي كوهين – دور العميل الإسرائيلي.

وأشاد النقاد بأداء ساشا في تجسيد شخصية وُصفت بأنها جمعت بين الجاذبية والانتحار البارد في سبيل دولة تُجندك حتى الموت.

ووصف مكتب نتنياهو إيلي كوهين بأنه ‘أسطورة’ في تاريخ إسرائيل، مؤكداً أن استعادة الأرشيف تمثل جزءاً من التزام الدولة بالعمل المستمر على استعادة مفقوديها وأسراها، في تلميح إلى ملفات أخرى مثل الأسرى في قطاع غزة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى