بعد مخلوف.. سهيل الحسن في دائرة الحرب الإعلامية للنظام السوري
مرصد مينا – هيئة التحرير
توتر جديد يضرب أركان النظام السوري، لكن هذه المرة بعيداً عن “مخلوف”، حيث أصابت سهام النظام، العميد “سهيل الحسن” أو ما يعرف بـ”النمر”، بعد أن شنت صفحة تابعة “لميليشيات الدفاع الوطني”، الموالية للنظام؛ حملة اتهمت فيها “النمر” ومجموعته بسرقة منازل السوريين وممارسة التشليح على الحواجز، لبناء ثروات طائلة.
واتهمت الصفحة أحد كبار قادة مجموعة “الحسن” ويدعى “رامي الطبل” بجمع المليارات من خلال عمليات التشليح على الحواجز بالإضافة إلى السطو على منازل السوريين، مشيرةً إلى أن “الطبل” وقبل الانضمام إلى المجموعة كان ينحدر من أسرة فقيرة جداً ولا يملك أي ثروة سابقة.
جنرال خارج السيطرة
تراجع وتيرة العمليات العسكرية واستعادة النظام للسيطرة على مناطق واسعة من البلاد، يعني بروز الخلافات بين حلفاء المعسكر الواحد، كما يرى مصدر خاص في حديثه مع مرصد مينا، مضيفاً: “هناك إحساس عام لدى أركان وقيادات النظام بأن الحرب فعلياً قد حسمت وهذا ما أدخلهم في مرحلة صراع على تثبيت المناصب وتوزيع المكاسب والغنائم”.
في السياق ذاته، يشير المصدر، إلى أن الحملة المذكورة لا تستهدف الشخص المذكور فيها، وإنما تستهدف الجهة، التي ينتمي إليها من خلال إثارة البلبلة حولها، خاصة وأن النظام السوري، بات ينظر إلى أن “الحسن” قد استحوذ على اهتمام ومساحة أكبر من المرسومة له وبات خارج السيطرة، بعد الدعم الروسي، وهو ما يرفضه عرف حكم آل الأسد، تحديداً بعد أن تم اختياره بشكل خاص لمقابلة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عند زيارته إلى سوريا”.
وكان العميد “الحسن” قد ظهر في عدة فيديوهات ولقطات محاطاً بعناصر حماية روسية عسكرية، كما نال وساماً من قائد قاعدة حميميم الجوية الروسية، بالإضافة إلى تنامي شعبيته في أوساط الطائفة العلوية وطرح اسمه في بعض الأوساط كبديل لرأس النظام الحالي، “بشار الأسد”.
أما عن أسباب التوجه لأسلوب الحملات الافتراضية، فيوضح المصدر أن “الحسن” حالياً في موقع يصعب على النظام تصفيته جسدياً أو إقالته، وهو ما يدركه النظام تماماً، لذا اتجه نحو سياسة ضرب الحاضنة الشعبية له والعمل على النيل منه في وسائل الإعلام الإفراضية، موضحاً: “لا يمكن الاستخفاف بمثل هذا النوع من الأساليب في العصر الحالي، فإثارت البلبة حول مجموعة الحسن وأعمالها وممارساتها، قد تقلل من فرصه بالصعود أكثر على سلم النظام، وبالتالي فإن الحملة ليست إلا بداية سيتبعها حلقات أخرى، فلن يكن الحسن أغلى من مخلوف”.
صراع متشابك وأيادٍ خفية
الحملة على “الحسن”، ووفقاً لما يؤكده المصدر الخاص، هي جزء من صراع متشارك محلي ودولي على الأراضي السورية، تديره أيادٍ خفية، لافتاً إلى أنه على المستوى المحلي، يمكن اعتبار “الحسن” أحد الأقطاب المتصارعة على السلطة، والتي تضم أيضاً إلى جانبه، زوجة رأس النظام “أسماء الأسد”، الساعية إلى عملية توريث جديدة لنجلها “حافظ” على المستقبل البعيد، وشقيق رأس النظام “ماهر الأسد” الساعي للاحتفاظ بالسلطة كما ورثها عن والده دون تقاسمها مع أي طرفٍ كان، ومجموعة من القادة العسكريين الطامحين باستغلال الظروف الحالية للصعود أكثر في تراتبية صفوف النظام القيادية، لعتماداً على الدعم الروسي أو الإيراني، على حد قول المصدر.
من جهة أخرى، يربط المصدر الحملة على مجموعة “النمر” بصراع النفوذ بين الإيرانيين والروس في سوريا، كاشفاً أنه مع دخول الروس إلى سوريا بدأت حرب التصفيات بين الجانبين والتي طالت قيادات عسكرية كبيرة في النظام محسوبة على الطرفين، والتي لا تزال مستمرة حتى اليوم، مع اختلاف الأشكال والأساليب، في محاولة من كلا الطرفين لإضعاف قوة الآخر داخل هياكل النظام.
وكانت سوريا قد شهدت خلال الأعوام الماضية، مقتل العديد من الضباط في ظروف غامضة على رأسهم، العميد “عصام زهر الدين” واللواء “رستم غزالة” المحسوبين على الجناح الإيراني في النظام، بالإضافة إلى مقتل اللواءالروسي، “فاليري أسابوف”، الذي قالت موسكو إن اغتياله على يد تنظيم الدولة عام 2017، كان نتيجة خيانة، في حين برزت أنباء عن تورط الحرس الثوري الإيراني باستهداف قاعدة حميميم بالطيران المسير.
كما يشير المصدر إلى أن ارتباط الحملة ضد “الحسن” بإيران، يأتي من كونها صدرت عن ميليشيات الدفاع الوطني، التي تم تأسيسها عام 2011، يتمويل ودعم إيراني، بالتزامن مع اندلاع الثورة السورية، موضحاً ان قيادات الدفاع الوطني كانت تسعى إلى لعب دور أكبر في السلطة واكتساب نفوذ أكبر في البلاد، خاصة وأنها ميليشيات غالبية أعضاءها من العلويين، إلا أن تغير موازين القوى على الأرض لصالح الروس جمد انتشارها لصالح “الحسن” ومجموعته.
اتهامات وتقارير ومليارات مجهولة
أخطر ما في الحملة الحالية، بحسب وجهة نظر المصدر، أنها تتطرق للمرة الأولى لمسألة السرقات التي كانت تتعرض لها منازل السوريين وأملاكهم، من أوساط النظام السوري، كما انها تعتبر استنساخ لأسلوب “رامي مخلوف” في تعامله مع النظام، من خلال الإشارة إلى من يوصفون بـ”أثرياء الحرب”، لا سيما وانها أشار إلى استغلال المدعو بـ”الطبل” للنفوذ والسلطة والسلاح لنهب أموال السوريين على الحواجز، وهو ما يدل على أن المعركة بين الدفاع الوطني وميليشيات النمر، أكبر من مجرد خلافات مرتبطة بشخص أو اثنين، بحسب المصدر.
وتواجه ميليشيات الدفاع الوطني بدورها اتهامات من قبل جمعيات حقوقية ومجتمع مدني، بتنفيذ العديد من الجرائم خلال فترة الثورة، من بينها عمليات قتل وتصفية للمدنيين وارتكاب جرائم حرب من بينها مذبحة بانياس، التي قتل فيها المئات من المدنيين، بالإضافة إلى تطبيق ما يعرف بـ”التعفييش” وسرقة منازل المدنيين.
بالإضافة إلى ذلك، يشير المصدر إلى أن الحملة ركزت بشكل مباشر على تبعية “الطبل” بشكل مباشر “للحسن” بهدف ربط الاسمين سويةً، في محاولة منها لإثبات تورط النمر بشكل خفي بجني مليارات وصفتها الحملة بأنها مجهولة المصدر.