“بغباء انتظر مدة أسبوع”.. انتقادات حادة للرئيس الأمريكي لتأخره بالرد على هجوم البرج 22
مرصد مينا
ارتفع عدد قتلى الهجوم الأمريكي على منشآت يستخدمها الحرس الثوري الايراني والميليشيات الموالية له إلى 39 قتيلا 23 منهم في سوريا و16 في العراق، فيما تعرض الرئيس الأمريكي جو بايدن لانتقادات حادة جراء تأخره في تنفيذ الضربات.
رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون، هاجم حكومة بايدن، الجمعة، واصفا مقتل عناصر الجيش الأميركي في الأردن “بالمأساة”. وقال جونسون: “الوفاة المأساوية لثلاثة جنود أميركيين في الأردن، على يد الميليشيات المدعومة من إيران، تطلبت ردا واضحا وقويا. ولكن لسوء الحظ، انتظرت الإدارة لمدة أسبوع، ثم أرسلت برقية إلى العالم، بما في ذلك إيران، تنبههم لطبيعة الرد الأميركي”.
وأشار إلى أن “القلق العلني والإفراط في إرسال الإشارات يقوضان قدرتنا على وضع نهاية حاسمة لوابل الهجمات التي تعرضنا لها خلال الأشهر القليلة الماضية”، مضيفا: “لقد عانينا من أكثر من 150 هجوما على القوات الأميركية، وخسرنا أرواحا أميركية، وأنفقنا مليارات الدولارات في المنطقة منذ أكتوبر. لقد طال انتظار إدارة بايدن كي تعترف بأن استراتيجيتها لاسترضاء إيران كانت كارثية على المجتمع الدولي.
جونسون لفت إلى أن واشنطن يجب أن “تقف بحزم ضد أولئك الذين قد يؤذون الأميركيين، أو ينشرون الإرهاب، أو يهددون الحلفاء. والآن حان الوقت لكي يستيقظ الرئيس بايدن على حقيقة مفادها أن سياسته في استرضاء إيران قد فشلت”.
وختم بيانه الرسمي بعبارة “لتعزيز السلام، يجب على الولايات المتحدة أن تظهر قوتها”.
السيناتور الجمهوري روجر ويكر من جهته وصف الضربات الانتقامية الأميركية في العراق وسوريا بأنها “متأخرة”، وقال إن إدارة بايدن أمضت “بغباء” حوالي أسبوعا في مراسلة أعدائها بشأن نوايا أميركا، ومنحتهم فرصة للتحرك والاختباء. لقد حان الوقت لأن يتخذ رئيس الولايات المتحدة نهجا جديدا لاستهداف الداعمين الحقيقيين للإرهاب في المنطقة.
بدوره قال وزير الخارجية الأميركي السابق، مايك بومبيو، إن الضربات الجوية الأميركية ضد الأهداف الإيرانية في سوريا والعراق، ستنجح فقط إذا ردعت إيران عن الدفع بوكلائها لمهاجمة الأفراد والمنشآت الأميركية في أي مكان في العالم، موضحا في حديث لشبكة “فوكس نيوز” أن المقياس الوحيد لفعالية هذه الضربات هو ما إذا كانت ستردع العدوان الإيراني المستقبلي، بما في ذلك الهجمات على حلفاء الولايات المتحدة مثل إسرائيل.
وشدد بومبيو على أنه غير متأكد من تأثير الضربات على المدى الطويل، مشيرا إلى أنه لا يعرف الأهداف الدقيقة التي تم استهدافها.
كما أبدى مسؤولون عسكريون سابقون ردود فعل حذرة على أنباء الضربات، حيث أشار أحد أدميرالي البحرية المتقاعدين إلى أن “التأخير الطويل” في تنفيذها قد سمح للجماعات الوكيلة بنقل الأفراد بعيدا عن الأهداف المحتملة.
وقال الأدميرال المتقاعد مارك مونتغومري، الباحث البارز في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، لـ فوكس نيوز: “هذه ضربة تأخرت كثيرا”، كما توقع مونتغومري أن معظم قوات الحرس الثوري الإيراني ستكون قد غادرت مواقعها قبل تنفيذ الضربات، مما قد يقلل من فعاليتها.
وكانت القوات الأميركية قد نفذت ضربات انتقامية استهدفت أكثر من 85 موقعا تابعا للحرس الثوري الإيراني والميليشيات المتحالفة معه في العراق وسوريا، بعد الهجوم المميت في الأردن، الذي أدى إلى مقتل ثلاثة جنود أميركيين وإصابة نحو 40 آخرين.
بيان للقيادة الوسطى الأميركية قال “في الساعة 4:00 مساء (بتوقيت شرق الولايات المتحدة) من يوم الجمعة، شنت قوات القيادة المركزية الأميركية (CENTCOM) غارات جوية في العراق وسوريا ضد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني وجماعات الميليشيات التابعة له”.
وأضاف البيان: “ضربت القوات العسكرية الأميركية أكثر من 85 هدفا، مع العديد من الطائرات التي تشمل قاذفات بعيدة المدى انطلقت من الولايات المتحدة. استخدمت الغارات الجوية أكثر من 125 ذخيرة دقيقة التوجيه. وشملت المنشآت التي تم قصفها عمليات القيادة والسيطرة”.
في سياق متصل نفى رئيس الوزراء العراقي، الإعلان الأميركي بشأن التنسيق مع حكومة بلاده، قائلًا: “الإعلان الأميركي عن تنسيق مسبق ادعاء كاذب يهدف إلى التضليل والتنصل من المسؤولية”.
واعتبر أن “التحالف الدولي”، الذي تقوده أميركا، “صار سببًا لتهديد الأمن والاستقرار في العراق، ومبررًا لإقحامنا في الصراعات الإقليمية والدولية”، مضيفا أن مثل هذه الضربات ستضع أمن العراق والمنطقة على حافة الهاوية “وتتعارض مع جهود الاستقرار”، مؤكدًا أن العراق “ليس مكانًا مناسبًا لتبادل الرسائل واستعراض القوة بين المتخاصمين”.
بدوره أدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، الهجمات الأميركية على أهداف تابعة لفيلق القدس الإيراني، والميليشيات الموالية لطهران في العراق وسوريا.
وقال: إن هذا “خطأ استراتيجي ومغامرة” من جانب الإدارة الأميركية، ولن يكون لذلك أي نتيجة سوى مزيد من التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة.
دوليا كذلك قال المتحدث باسم الحكومة البريطانية في بيان: بريطانيا والولايات المتحدة حليفان قويان. نحن لا نعلق على عملياتهم، لكننا نؤيد حقهم في الرد على الهجمات ضد القوات الأميركية، مضيفا: لقد أدنا منذ فترة طويلة أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك دعمها السياسي والمالي والعسكري لعدد من الجماعات المسلحة.