بقيادة “رئيسي” ستتجاوز إيران الصين وتتقدم عليها
فاز ابراهيم رئيسي بقرار “إلهي” برئاسة إيران، والقرار الإلهي لاشك بيد المرشد آية الله علي خامنئي.
أحد المعلقين كتب على صفحته في الفيس بوك أعظم مافي علي خامنئي أنه “آية الله”.. هذا أمر يدعونا للإلحاد بلا قلق.
غير أن إيران ستكون بالغة القلق، وقد توقف الزمن فيها، لا إصلاحي ولا ليبرالي، ولا علماني، والكل يرقص تحت عباءة المرشد، حتى باتت الانتخابات الرئاسية مجرد فولكلور في سيرك كبير معروف سلفًا من الفائز فيها، والفائز يمكن اختصار أبرز ما في سيرته بـ “لجنة الموت”، نسبة إلى اللجنة التي قررت مصير الآلاف من معتقلي المعارضة الذين أعدموا عند انتهاء فترات محكومياتهم، وتعد تلك الإعدامات من الأحداث الأكثر سرية في تاريخ ايران ما بعد الثورة، ولم يتم التحقيق فيها رسميا قط.
كان فوز رئيسي مؤكدًا، أقله بعد أن تم استبعاد الوجوه الإصلاحية والمعتدلة البارزة من السباق من قبل مجلس تشخيص مصلحة النظام الذي يسيطر عليه التيار المحافظ والمتشدد أيضاً.
كثيرون فسروا فوز “رئيسي” في هذا المنصب بأنه تهيئة له ليخلف المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، فخامنئي كان يتولى منصب الرئيس عندما توفي آية الله خميني عام 1989 ومع وفاة الخميني تولى منصب المرشد الأعلى للثورة إثر ذلك وقد يصبح ذلك تقليداً مستقراً لان كل رؤساء إيران تولوا المنصب دورتين كل واحدة 4 سنوات وبالتالي لو بقي رئيسي في منصبه لدورة ثانية فسيكون خامنئي البالغ من العمر 82 عاماً ويعاني من متاعب صحية، إما قد توفي أو بات عاجزاً عن أداء مهامه وبالتالي سيكون رئيسي الأوفر حظاً في تولي منصب المرشد.
لم يكن رئيسي معروفا بشكل واسع بين الإيرانيين قبل انتخابات عام 2017، إذ كان قد قضى السنوات الماضية بعيداً عن الأضواء يعمل في السلك القضائي. وتربطه بقيادة الحرس الثوري علاقات قوية، وينظر إليه على أنه المرشح المفضل للتيار المتشدد.
يذكر أن والد زوجة رئيسي، آية الله أحمد علم الهدى، هو ممثل المرشد الأعلى وخطيب الجمعة في مدينة مشهد. وساوى علم الهدى بين مقاطعة الانتخابات وترك الإسلام حيث قال : “إن مقاطعة الانتخابات في إيران بمثابة ترك الإسلام، والذين يقولون إننا لن نشارك في الانتخابات ليسوا مسلمين”.
كثيرة هي التعليقات التي رافقت انتخاب رئيسي رئيسًا لإيران، غير أن أكثر ما يلفت النظر فيها كان تغريدة لمساعد الناطق باسم الخارجية الأمريكية في إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب عبر تويتر قائلاً: ” تعيين متورط في عمليات إعدام جماعية للمعتقلين السياسيين في منصب رئيس السلطة القضائية؟ يا له من عار”.
مرة ثانية للتذكير بـ “لجنة الموت” فقد حكم ابراهيم رئيسي بالإعدم على كل من أقر بانتمائه لمجاهدي خلق وبينما أرسل أخرون “لتنظيف حقول الألغام أمام جيش الجمهورية الإسلامية” مابعد الحرب العراقية ـ الإيرانية، والنتيجة حسب تقرير لمنظمة العفو الدولية التي قدرت عدد ضحايا حملة الإعدامات التي قادتها “لجنة الموت” بحوالي 5 آلاف شخص بينما قالت منظمة مجاهدي خلق ان العدد تجاوز 30 ألفاً.
واليوم، ما الذي سيكون عليه حال إيران؟
يذكر أن عدد حالات الإعدام في إيران هي من بين الأعلى على المستوى العالمي إذ تأتي بعد الصين من حيث عدد حالات الإعدام ويتم إعدام العشرات سنويا والعديد منهم لأسباب سياسية (246 حالة إعدام عام 2020 حسب منظمة العفو الدولية).والمتوقع، كل المتوقع، أن يفوز “رئيسي” بالمركز الاول في الاعدامات بالعالم متخطيًا للصين بعد أن فاز برئاسة البلاد.
ستكون الصين في المرتبة الثانية.
ـ إيران في الطليعة.
ورئيس اليوم سيكون “المرشد الأعلى” في الغد.