بوابات سرية.. تفاصيل جديدة عن عملية الإجلاء الأمريكي من مطار كابول
مرصد مينا – الولايات المتحدة الأمريكية
كشفت وسائل اعلام أمريكية اليوم الخميس، تفاصيل جديدة عن كواليس الإجلاء الأمريكي من أفغانستان، بعد سيطرة حركة طالبان على الحكم.
صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، ذكرت في تقرير لها كيف لجأت واشنطن في جهود الإجلاء من مطار كابول الدولي إلى استخدام بوابات سرية، تصل إلى مدرج الطائرات، دون المرور بنقاط تفتيش عناصر حركة طالبان، في الأيام الأخيرة من شهر أغسطس/آب الماضي.
وكانت تلك البوابات وعددها المكتشف حتى الآن اثنتان، تعرف بأسماء مستعارة؛ “بوابة المجد” و”بوابة الحرية”، ولم يتم الحديث عنها مسبقا، وظلت طي سرية للغاية، لدرجة أن حركة طالبان لم تكن تعلم بوجودها، بحسب
كما أوضحت الصحيفة أن “وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) فتحت بابا خلفيا يبعد حوالي 2 ميل على طول محيط الجزء الشمالي من المطار، بينما كان آلاف الأشخاص خارج البوابات الرئيسية لمطار كابول سعيا للهرب من أفغانستان في ذلك الشهر”.
وذكرت الصحيفة الأمريكية أن “إحدى البوابتين كانت تقع بالجهة المقابلة لمحطة بنزين ويديرها عملاء وكالة الاستخبارات، ووحدة القوات الخاصة الأمريكية دلتا فورس، وتحرسها وحدات شبه عسكرية أفغانية دربتها الوكالة تعرف باسم02؛ وتم إجلاؤها أيضًا إلى جانب الأمريكيين خلال الرحلات الأخيرة”.
البوابة كانت في البداية، تستخدم لتهريب الحالات ذات الأولوية لوكالة الاستخبارات، بما في ذلك المخبرون، والعملاء المحليون وعائلاتهم، وقائمة من الحالات ذات الأهمية الكبرى المرسلة من البيت الأبيض، ولاحقا، تم توسيع البوابة لتصبح القناة الرئيسية لجهود وزارة الخارجية خلال الـ48 ساعة الأخيرة لمهمة إجلاء المدنيين لمساعدة الأفغان المهددين الذين عملوا بالسفارة الأمريكية وآخرين ممن لم يتمكنوا من اجتياز نقاط تفتيش طالبان التي تمنع الوصول للمطار.
ولفتت “وول ستريت جورنال” إلى أن “المدخل المؤقت تم إنشاؤه من حواجز بلاستيكة وأسلاك شائكة، وجدران خرسانية تم نقلها لتوفير طبقة حماية للعملاء المتواجدين أمام المدخل”، موضحة أن “الأفغان الذين يمرون عبر البوابة، إما سيرا على الأقدام أو على متن حافلات، كانوا يخضعون للتفتيش، ثم ينقلون مئات الأمتار على طول المسار الخرساني وفوق أحد الجسور إلى قاعدة أمريكية عُرفت في السابق باسم كامب أفارادو، وكانت جزءا من المطار”.
إلي جانب ذلك، ذكرت الصحيفة الأمريكية، أن “بوابة المجد أصبحت أكثر نشاطا بالتحديد يوم الخميس الموافق 26 أغسطس/آب، بعد أكثر من أسبوع على سيطرة طالبان على كابول، إثر تفاوض فريق من وزارة الخارجية الأمريكية على اتفاقية مع وكالة الاستخبارات لاستخدام المعبر لإجلاء موظفي السفارة الأمريكية وعائلاتهم خلال الـ48 ساعة الأخيرة لجهود إجلاء المدنيين”.
وفتحت وكالة الاستخبارات لاحقا بوابة سرية ثانية، على طول المحيط الشمالي. ورفضت الوكالة التعليق على المسألة، كما رفضت وزارة الخارجية التعليق على دور الوكالة.
بدوره، تحدث “جون باس” السفير الأمريكي السابق بأفغانستان الذي وقع عليه الاختيار لقيادة جهود الإجلاء، عن صعوبة العمل مع طالبان، والتعامل مع الحشود الضخمة من اليائسين الذين يسعون جميعهم للوصول إلى المطار عبر مجموعة من نقاط التفتيش، وطُلب حينها من موظفي السفارة وعائلاتهم التجمع في مواقع سرية بأرجاء المدنية، والصعود على متن حافلات ستقلهم إلى المطار.
وكان مصدر في وزارة الدفاع الأمريكية “بنتاغون” كشف في وقت سابق، عن أسباب تخلي الجيش الأمريكي عن قاعدة باغرام الجوية في أفغانستان، مؤكداً أن أحد أسباب التخلي عن القاعدة كان بعدها عن العاصمة كابل”، لافتاً إلى أنه “من بين الأسباب الأخرى، كانت الحاجة إلى استخدام قوات كبيرة لحراستها”.
تعتبر قاعدة بغرام من أكبر القواعد العسكرية في أفغانستان، وتقع بالقرب من المدينة القديمة في باغرام، على بعد 11 كلم جنوب شرق شاريكار في ولاية بروان في أفغانستان.