بوابة الأوان
فتوحات أردوغان.. ياله من تاريخ يعيد نفسه
الاستيلاء على الأرض العربية، ليس ضربًا من الكلام الانطباعي، فإحياء المشروع العثماني يمشي على قدم وساق، وهو االمشروع الذي يتبناه نظام الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، ويعتمد على استغلال الأوضاع السياسية المضطربة في العديد من دول المنطقة لاختراق تلك الدول والهيمنة على ثرواتها ومقدرات شعوبها.. تلك حقيقة في سوريا، ولكن ليس في سوريا وحدها.
الاحتلالات لن تكون بالدباية وحدها، فثمة من يشق للدباية طريقها، ومن بين أهم من يشق هذا الطريق المصطلحات اللغوية، فوفق الخطاب التركي فإن سيطرة الدولة العثمانية على المنطقة العربية كانت «فتحاً»، في محاولة لاستغلال المكانة الروحية التي يثيرها هذا المفهوم في وجدان ملايين المسلمين.
ثم تأتي القضية الفلسطينية، وهي واحدة من أكثر القضايا التي تم استغلالها لدغدغة مشاعر ملايين المواطنين العرب، من خلال اتخاذ مواقف تركية حماسية ضد إسرائيل في العلن، في مقابل سياسات وتفاهمات تركية – إسرائيلية، دفعت بالعلاقات الثنائية إلى مرتبة العلاقات الاستراتيجية، وأصبحت بموجبها أنقرة، وفي ظل حكم حزب العدالة والتنمية هي الشريك الأكبر تجارياً وعسكرياً لتل أبيب، دون نسيان أن موقف إردوغان وإصراره على تعزيز التعاون مع إسرائيل، ليس سوى امتداد لتاريخ طويل من العلاقات الحميمة بين الأتراك والإسرائيليين، فقد كانت تركيا ثاني دولة ذات أغلبية مسلمة تعترف بإسرائيل، وذلك عام 1949، إضافة إلى انحياز تركيا للعلاقات مع إسرائيل على حساب العلاقات العربية.
أكثر من ذلك فقد حمل التاريخ مايشير إلى أن «الباب العالي» هو أول من ساهم في بيع الأراضي التي أقامت عليها الحركة الصهيونية العديد من المستوطنات الأولى على الأراضي الفلسطينية.
الأهم ذاك الدور الذي لعبته تركيا بمواجهة مصر، عبر مراحل تاريخية مختلفة، وكيف كانت مصر هدفاً دائماً لتآمر الأتراك، ومحاولة القضاء على الدور المصري في المنطقة، أو على الأقل تهميشه، وذلك من خلال التربص بمصر بصور مختلفة وطمس شخصيتها القومية.
وذاك الصراع الجوهري بين المشروع التركي الذي يتبناه نظام إردوغان، وبين المشروع المصري الذي تجسده ثورة 30 يونيو (حزيران)، وكيف أن كل منهما ينظر للمنطقة وللثوابت السياسية الأساسية نظرة مختلفة تماماً، وأن تركيا تتعجل الصدام مع مصر، لأنها تدرك أن استعادة مصر لدورها الإقليمي بقوة، يمثل العقبة الرئيسية أمام تنفيذ مشروع العثمانية الجديدة.
ثمة العديد من الحقائق التي تمثل إضاءة مهمة لمجريات الأحداث المعاصرة، وبخاصة ما يتعلق بالدور التركي في التآمر على مصر في قضية مياه النيل منذ عام 1958 والدور التركي في مساندة رفض تمويل إنشاء السد العالي، مروراً بالتآمر مع إثيوبيا آنذاك لحرمان مصر من مياه النيل، وصولاً إلى التعاون التركي الحالي مع أديس أبابا لإنشاء سد النهضة، وتعطيش مصر، تماماً كما فعلت في مشروعات السدود على نهري دجلة والفرات للتحكم في حياة سوريا والعراق.
بالنتيجة فالتاريخ حافل بالحقائق وانعكاساتها على أرض الواقع، ونظن أن الطموحات التركية في التوسع والاحتلالات، ستتظهّر اليوم اكثر ما تتظهّر في سوريا وليبيا، فما هي التسمية التي ستتبناها جماعة الاخوان إزاء الدور التركي في سوريا.
ـ الفتوحات العثمانية في ادلب؟
ما التسمية التي ستتبناها جماعة الاخوان ازاء الدور التركي في ليبيا؟
ـ الفتوحات العثمانية في طرابلس؟