fbpx

«بي بي سي» تُعيد الرواية: أين وصلت اللاجئة السورية التي قطعت أوروبا على كرسي متحرك؟

مرصد مينا – سوريا

تحدث مراسل شبكة «بي بي سي» فيرغال كين، قبل خمس سنوات في ذروة أزمة المهاجرين، عن قصة غير عادية بطلتها «نوجين مصطفى»، وهي لاجئة سورية عبرت أوروبا على كرسي متحرك، لافتاً إلى أن المأساة كانت بمثابة تذكير بحجم الأزمة التي شهدت تحركات كبيرة لأناس فروا من الحرب والفقر.

في ظل الأوضاع الحالية التي تشهدها مخيمات اللاجئين في الجزر اليونانية، عاد المراسل للحديث ثانية ذروة أزمة المهاجرين، حين التقت «بي بي سي» لاجئة تبلغ من العمر 16 عاماً تحمل حلماً كبيراً، وكيف أصبحت حياتها بعد خمس سنوات من اللجوء؟

عرض المراسل بعض ممّا قالته «نوجين» حينها: «أحب أن أصبح رائدة فضاء للخروج والبحث، والعثور على كائن فضائي، أريد مقابلة الملكة… نعم».

ولدت المهاجرة السورية «نوجين» مصابة بشلل دماغي، هربت من الحرب في وطنها سوريا، وعبرت من تركيا إلى اليونان وبعدها سافرت عبر البلقان.

استمرت الشبكة بمتابعة مشوارها، مشيرةً إلى أنها وضعت في مركز احتجاز في سلوفينيا، فيسألها المراسل: نوجين هل تعلمين ما هي وجهتك؟ لتجيب: لا أعرف أنا تائهة هنا.

بعد خمس سنوات من رحلتها، سافر مراسل «بي بي سي» ذاته، فرغال كين، إلى ألمانيا، للقاء نوجين وشقيقتها التي تتفاجئ بوجوده محاولة ضمه، إلا المراسل قال لها: «أود أن اضمك لكني لا أستطيع، بسبب التباعد الاجتماعي».

يسألها المراسل هل تتذكرين لقاءنا الأول، على تلك الحدود، قبل سنوات عدة، لترد نوجين عليه: «كنت في تلك اللحظة وفي ذلك اليوم، عندما صدمت بتلك الأحداث الكبيرة».

وصلت «نوجين» إلى بر الأمان في المانيا، تعيش في ضاحية هادئة في مدينة كولونيا الألمانية، مؤكدة أنها ما تزال ترغب في مقابلة الملكة، وأيضاً ما تزال تريد أن تصبح رائدة فضاء، ولكن بعد التحاقي بالمدرسة… أدركت أنني سيئة جداً للغاية في الرياضيات، لذلك قد اضطر إلى اللجوء إلى خطة بديلة، هكذا تشرح وضعها للمراسل.

فيما بعد قررت «نوجين» دراسة علم النفس لمساعدة ضحايا الحرب، وأن تكون ناشطة بارزة من اجل اللاجئين ذوي الاحتياجات الخاصة.

سُمح لها بإلقاء كلمة في اجتماع الأمم المتحدة، قالت فيها: «لم يتذكر العالم الأشخاص ذوي الإعاقة في زمن السلم، فما الذي نتوقعه في زمن الحرب؟

حسب الشبكة، وصل بعض أفراد عائلة «نوجين» إلى ألمانيا، بينما لا يزال والداها عالقين في تركيا، تقول عن غيابهما: «أعتقد أن أكثر ما يؤلمني، هو أنهما لا يران كيف أعيش هنا، ولا يشاهداني وأنا ذاهبة إلى المدرسة، ولا كيف أعيش حياة ناجحة، ولا يتمكنان من رؤيتيّ وأنا أمضي قدماً نحو مستقبل أفضل».

وعن احتمال عودتها إلى سوريا، يقول لها المراسل إنك قلتِ آخر مرة رأيتك فيها، إنك تأملين في العودة إلى سوريا يوماً ما، هل ما زلت على كلامك، تجيب نوجين بشكل قطعي: «بالتأكيد… سأعود، مهما طال الزمن».

تجدر الإشارة إلى أن ألمانيا أعلنت عن خطط لاستقبال أكثر من 1553 مهاجراً، في أعقاب حريق شب في مركز احتجاز بجزيرة ليسبوس اليونانية ما ترك الآلاف بلا مأوى، في وقت رفضت معظم دول الاتحاد الأوروبي استقبال أحد مكتفية بتقديم بعض المساعدات لهم في المخيمات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى