ما زال سليماني يتسبب بقتل المدنيين، حتى بعد مماته، حيث أدى التدافع أثناء تشييعه لدفنه لقتل نحو 50 مدني إيراني، من المشاركين في التشييع، ما دفع بالسلطات الإيرانية إلى تأجيل الدفن، لوقت غير معلوم.
ويشارك في تشييع رجل إيران الأول للعمليات الخارجية، الملايين من الإيرانيين بحسب ما قالته وسائل الإعلام الإيرانية، في أكبر تجمع إيراني، بعد مسيرة تشييع خامنئي، وقالت السلطات الإيرانية إنها ستدفن “قاسم سليماني” الذي قتل بغارة جوية أمريكية قرب مطار بغداد فجر يوم الجمعة الفائت، في محافظة كرمان مسقط رأسه، لكن تسبب موت متدافعين أثناء تشييعه إلى تأجيل المراسم.
ويجمع سليماني في شخصيته بين السلطة والشعب الإيراني، ففي حين كان الإيرانيون الغاضبون يطردون كل رجالات السلطة أثناء احتجاجاتهم على الفقر والأوضاع الاقتصادية، كان “سليماني” يحظى باحترامهم، حيث تمكن الرجل من الجمع بين النخبوية والشعبية، لذلك فهو يعد الرجل الثاني في إيران بعد “خامنئي”.
وقالت الولايات المتحدة الأمريكية عبر قتلها لسليماني، بإنها وجهت إلى إيران ضربة تأديبية في عملية قتل سليماني والموكب المرافق له، وفيه 4 ضباط إيرانيين، بينما اعتبرت إيران العملية تهجماً واضحاً عليها، وأطلقت تهديدات قوية ضد من قام بعملية الاغتيال.
وبعد مقتل سليماني في بغداد، حصلت تطورات سياسية عديدة بما يخص التواجد الأمريكي العسكري في العراق، حيث اعتبر العراق اغتيال سليماني والضباط الإيرانيين، وأبو مهدي المهندس الذي كان يرافق الموكب، اعتداءً على السيادة العراقية، من قبل القوات الأمريكية، وفي اجتماع طارئ لمجلس النواب العراقي، أقر مجلس النواب العراقي قانون يحدد عمل القوات الأمريكية في البلاد، حيث حصرها في تدريب القوات العراقية.
ولد “سليماني” في مدينة قم في عام 1957 ونشأ في قرية رابور، التابعة لمحافظة كرمان، جنوب شرقي إيران، وهو من أسرة ريفية فقيرة، وكان يعمل عامل بناء، ولم يكمل تعليمه إلا إلى مرحلة الشهادة الثانوية فقط، ثم عمل في دائرة مياه بلدية كرمان، حتى نجاح الثورة الإسلامية في إيران عام 1979.
بعدها انضم سليماني إلى الحرس الثوري الذي تأسس لمنع الجيش من القيام بانقلاب على آية الله الخميني، وتدرج حتى وصل إلى قيادة فيلق القدس عام 1998، ويمثل فيلق القدس هيئة خاصة في الحرس الثوري الإيراني ويضطلع بتنفيذ العمليات العسكرية والاستخباراتية خارج الأراضي الإيرانية.
