تتعارض مع “الهوية الإيمانية”.. حرب حوثية على “موانع الحمل” في اليمن
مرصد مينا – اليمن
أصدرت الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران في اليمن، قراراً يمنع صرف وسائل تنظيم الأسرة إلا وفق شروط مشددة، في خطوة اعتبر مراقبون أنها تهدف إلى زيادة أعداد المواليد الذين تخطط الجماعة لجعلهم مستقبلاً ضمن مقاتليها لاستمرار الحرب.
ونشر ناشطون يمنيون على وسائل التواصل الاجتماعي خلال اليومين الأخيرين، مذكرتين رسميتين صادرتين عن وزارة الصحة الخاضعة لسيطرة الميليشيات الحوثية، توجه أحدى المذكرتين بمنع صرف وسائل تنظيم الأسرة إلا وفق شروط مشددة، كما تمنع العمل بـ”قلاب المشورة”، دليل إرشادات حول وسائل منع الحمل، من المرافق الصحية بحجة تعارضه مع “الهوية الإيمانية”.
المذكرة الثانية منعت صرف وسائل تنظيم الأسرة إلا بموافقة الزوج على استخدام الزوجة لها، وإرفاق البطاقة العائلية أو عقد الزواج، وإلزام الزوج بالتواجد، فضلاً عن توثيق خطي من الزوج بالموافقة.
قرارات الميليشيات الحوثية أثارت استياءً وسخرية واسعة بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في البلاد، بينما ربطها مدوّنون بالتعميم الأخير الذي أصدره النظام الإيراني بحظر وسائل منع الحمل للنساء، منتصف الشهر الجاري، والذي يتماشى مع سياسة المرشد الإيراني “علي خامنئي”، لزيادة عدد المواليد.
الباحث المجتمعي عبدالمعين رحمون اعتبر ان هذه الخطوة تأتي ضمن سلسلة من الممارسات الرجعية التي تفرضها ميليشيات الحوثي على المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها، مشيرا الى أن الميليشيات المدعومة من إيران تهدف الى زيادة عدد السكان في تلك المناطق، بما يسهل عليها إلزام الأسر والقبائل بإرسال مزيد من المقاتلين إلى الجبهات بعد أن تراجعت قدرتها على الحشد بسبب فقدان كثير من الأسر لأبنائها في الجبهات وعزوفها عن إرسال من تبقى، لأنه لم يعد لديها أكثر من شخصين في المنزل.
من جانبه، انتقد الناشط “مروان المحمد” قرارات الميليشيات قائلا في “تغريدة” على حسابه في “تويتر”: “بدل ما تركز في الأوبئة المنتشرة وداء الكلب والكوليرا والحميات وفيروس كورونا جالسين يدوروا بعد اللولب”.
كما أضاف انه “في بلد يعاني من أعلى نسبة فقر وبطالة، وفي نفس الوقت أعلى نسبة خصوبة في العالم، تجي الجماعة الحوثية تمنع أساليب منع الحمل لأنه يتنافى مع الهوية الإيمانية”.
أما الناشط “مناف العسيري” غرد قائلا إن “المبدأ الخميني في منع اللولب نابع من مبدأ: أفقر اليمني أكثر، وحين يصبح أكثر فقراً لن يتمكن من تعليم أبنائه، وحينها يصبح معدماً وجاهلاً، حينها يمكنك أن تحكمه بسهولة، وتمرر عليه خرافاتك ببساطة أكثر”.
وبحسب تقديرات الأمم المتحدة فإن أكثر 8 بالمائة من سكان اليمن يعيشون على المساعدات الغذائية، ويعاني ما يقرب من 2.2 مليون طفل من سوء التغذية الحاد، بينهم أكثر من 462 الف طفل، إذا لم تتم معالجتهم في الوقت المناسب، فسيكونون أكثر عرضة للوفاة 11 مرة مقارنةً بالأطفال الأصحاء، حسبما أفادت منظمات صحية مطلعة على الوضع في اليمن.