تحرك من بغداد إلى طهران وبيروت.. من هو قاتل الهاشمي؟
مرصد مينا – العراق
لاقى إعلان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي القاء القبض على قاتل الباحث هشام الهاشمي ترحيبا دوليا، فيما اعتبر بالنسبة للكاظمي هدفا ذهبيا في مرمى خصومه.
الكشف عن القاتل جاء بعد 375 يوماً من الاغتيال، الذي تم برصاص مسلح قرب منزله، في السابع من يوليو (تموز) عام 2020.
وبث التلفزيون العراقي الرسمي، صوراً لرجل بلحية خفيفة يرتدي بدلة رمادية، وقال إن اسمه أحمد الكناني، وهو ضابط في وزارة الداخلية برتبة ملازم أول، وينتمي لـ “جهة خارجة عن القانون”.
الكناني قال خلال الاعترافات، إن “المجموعة التي أشرفت على تنفيذ عملية الاغتيال مكونة من 4 أشخاص، وضعت الخطة وانطلقت من منطقة البوعيثة، جنوب بغداد”.
مصادر خاصة بحسب صحيفة «الشرق الأوسط»، أوضحت أن “الضابط الذي اعترف بقتل الهاشمي، ينتمي لفصيل شيعي مسلح، نفذ سلسلة عمليات ضد الناشطين والصحفيين في السنوات الأخيرة”. فيما ذكر التلفزيون العراقي، أن الضابط الذي نفذ عملية الاغتيال ينتمي لجهة “ضالة خارجة عن القانون” دون الكشف عنها.
وقال قاتل الهاشمي الملازم أول أحمد الكناني إنه تم تعيينه في الشرطة في عام 2007، كضابط شرطة برتبة ملازم أول في وزارة الداخلية العراقية. وعن تفاصيل الجريمة حسب ما بثه التلفزيون، أنه اطلق النار من مسدس مسجل باسم الحكومة، بعد فشل سلاحه الشخصي في فتح النار على الهاشمي.
وأظهرت كاميرات المراقبة، وتحليل الاتصالات، أن المجموعة هربت بعد تنفيذ الاغتيال باتجاه “مدينة الصدر”مروراً بـ”شارع فلسطين”، ثم انتقلت إلى أطراف بغداد الجنوبية. لكن المصادر نفسها أشارت إلى أن عددا من أعضاء الخلية سافروا إلى بيروت وطهران بعد تنفيذ العملية، لكنهم عادوا إلى بغداد بعد حصولهم على ضمانات بعدم التعرض لهم.
وقال الكناني “المجموعة المجرمة انطلقت من منطقة البوعيثة (جنوب شرقي بغداد) حيث ذهبنا بدراجتين وسيارة نوع كوريلا لتنفيذ عملية الاغتيال، انتظرنا الهدف في زاوية الشارع الذي يقع فيه منزله ولدى وصوله بسيارته نوع (برادو) أطلقت عليه الرصاص من سلاح رشاش (غدارة) وعندما تعطل بيدي، أجهزت عليه بمسدسي الشخصي”.
وشكلت عملية الاغتيال التي رصدتها كاميرات المراقبة صدمة كبيرة للشارع العراقي، وتحولت إلى قضية رأي عام، وحظيت بأكبر قدر من الإدانات العربية والدولية. وكان الكاظمي الذي لم يكن مضى على تشكيل حكومته أكثر من شهرين تعهد خلال زيارته عائلة الهاشمي في اليوم الثاني لعملية الاغتيال بالكشف عن قتلته. وأطلق في وقتها مقولته المشهورة إن «العراق لن ينام قبل إلقاء القبض على قتلة الهاشمي». غير أن فشل الحكومة في التوصل إلى خيوط ولو أولية عن قتلة الهاشمي، أثار انتقادات عديدة لحكومة الكاظمي تزامنت مع ضغوط واجهتها بالكشف عن قتلة المتظاهرين الذين قضوا خلال التظاهرات التي اندلعت آواخر عام 2019 خلال حكومة سلفه عادل عبد المهدي.
وفي صيغة انتصار أعلن الكاظمي أمس في تغريدة له “وعدنا بالقبض على قتلة هشام الهاشمي وأوفينا الوعد… وقبل ذلك وضعنا فرق الموت وقتلة أحمد عبد الصمد أمام العدالة، وقبضت قواتنا على المئات من المجرمين المتورطين بدم الأبرياء”، وأضاف “من حق الجميع الانتقاد، لا نعمل للإعلانات الرخيصة ولا نزايد، بل نقوم بواجبنا ما استطعنا لخدمة شعبنا وإحقاق الحق”.