أخر الأخبار

تحقيق استقصائي يكشف تفاصيل خطة أميركية إسرائيلية لإسقاط النظام الإيراني.. هل اقترب الانهيار؟

مرصد مينا

كشف الصحفي الاستقصائي الأميركي الشهير، سيمور هرش، في تقرير حديث، عن الخطوط العريضة لخطة الولايات المتحدة إزاء إيران، والتي قد تدخل مرحلة حاسمة خلال عطلة نهاية هذا الأسبوع، وفق مصادر إسرائيلية وأميركية مطلعة وذات خبرة طويلة.

تُشير المعلومات إلى أن واشنطن تستعد لشن حملة قصف مكثفة على أهداف داخل إيران، مع التركيز على القدرة العسكرية للنظام الإيراني، في ظل أجواء سياسية معقدة ومتحركة.

وأكّد مسؤول أميركي مخضرم أن “كل شيء سيكون تحت السيطرة” في حال غادر المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي البلاد، لكن الطريقة التي يمكن أن يحدث بها ذلك، ما لم تكن عبر اغتياله، لا تزال غير واضحة.

فبينما يُثار الحديث عن القوة العسكرية الأميركية والضربات الجوية، لا يبدو أن هناك خطة عملية واضحة لكيفية إزالة قائد ديني ذو شعبية كبيرة وأتباع موالين له.

وبحسب مصادر مطلعة، فإن البيت الأبيض أعطى الموافقة على حملة قصف شاملة ضد إيران، مع تأجيل استهداف منشأة فوردو النووية، التي تحتوي على أجهزة طرد مركزي متطورة مدفونة تحت الأرض على عمق لا يقل عن ثمانين متراً، حتى عطلة نهاية الأسبوع.

يأتي هذا التأجيل بناءً على رغبة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يريد الحد من تأثير الصدمة الاقتصادية والسياسية للقصف على أسواق المال وافتتاح التداول في وول ستريت.

منشأة فوردو تحوي معظم أجهزة الطرد المركزي الإيرانية التي أنتجت كميات كبيرة من اليورانيوم المخصب بنسبة عالية تصل إلى 60%، وهو مستوى قريب من التخصيب المستخدم في صناعة الأسلحة النووية، وفقاً لتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

الهجمات الإسرائيلية الأخيرة لم تستهدف هذه المنشأة المحصنة جيداً، لكن من المتوقع أن تبدأ القاذفات الأميركية المزودة بقنابل خارقة للتحصينات في مهاجمة فوردو خلال عطلة نهاية الأسبوع، في محاولة لتقويض قدرة إيران النووية، بحسب ما جاء في التحقيق الذي أشار إلى أن هذا التأجيل سيتيح فرصة للقوات الأميركية المنتشرة في أكثر من عشرين قاعدة جوية وموانئ بحرية في الشرق الأوسط وشرق البحر المتوسط للتحضير لأي رد انتقامي محتمل من طهران، التي ما تزال تمتلك قدرات صاروخية وجوية معتبرة.

كما ذكر مسؤول مطلع أن هذه العملية “فرصة للقضاء على النظام الإيراني مرة واحدة وإلى الأبد”، لكنه أضاف أن القصف “لن يكون عشوائياً وإنما موجهاً بدقة”.

وقال إن الخطة تشمل أيضاً استهداف قواعد الحرس الثوري الإيراني، التي لعبت دوراً مركزياً في قمع المعارضين منذ الثورة الإسلامية عام 1979، بالإضافة إلى ضرب مراكز الشرطة ومكاتب حكومية تضم ملفات عن معارضين محتملين داخل البلاد.

وتسعى إسرائيل، بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إلى أن تؤدي هذه الضربات إلى “تهيئة الظروف لاندلاع انتفاضة شعبية” ضد النظام الديني الحاكم، الذي يتعامل بقسوة مع كل من يعارض قيادته.

وفي الوقت نفسه، لم تكن إعادة نجل الشاه إلى الحكم ضمن الخيارات التي ناقشها المخططون الأميركيون والإسرائيليون، في حين دار نقاش داخل البيت الأبيض حول إمكانية تنصيب زعيم ديني معتدل كبديل لخامنئي، لكن الإسرائيليين عارضوا بشدة هذا الخيار، مفضلين وجود “دمية سياسية” يمكن التحكم بها.

تُشكّل الأقليات في إيران، مثل الأذريين الذين تربطهم علاقات مع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، والأكراد والعرب والبلوش، عاملًا مهماً في الحسابات السياسية والعسكرية. وتوجد في أذربيجان قاعدة سرية لوكالة الاستخبارات الأميركية تُستخدم لعمليات داخل إيران.

تأمل الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية في أن يشارك بعض أفراد هذه الأقليات في انتفاضة ضد النظام الإيراني أثناء القصف، كما يُتوقع أن ينضم بعض أفراد الحرس الثوري إلى” حركة ديمقراطية شعبية تطالب بإنهاء حكم رجال الدين”، وهو هدف طويل الأمد للولايات المتحدة.

ويُعتبر الانهيار المفاجئ والناجح الذي حدث ضد بشار الأسد في سوريا نهاية العام الماضي نموذجاً محتملاً، رغم أن ذلك جاء بعد صراع طويل الأمد استمر 14 عاماً من الحرب، كانت إيران نفسها منخرطة فيه مع نظام الأسد ضد معارضيه.

ومع ذلك، قد تؤدي الضربات الجوية الواسعة إلى ترك إيران في حالة من الفشل الدائم، مشابهة لما حدث بعد التدخل الغربي في ليبيا عام 2011، الذي أسفر عن مقتل معمر القذافي رغم سيطرته على توازن القوى بين القبائل.

وجاء في نهاية التقرير أن الرئيس دونالد ترامب يبدو أنه يسعى إلى تحقيق نصر دولي يمكن أن يُستخدم في حملته الدعائية، ويبدو أنه إلى جانب نتنياهو يقودان الولايات المتحدة إلى مواقف جديدة في المنطقة لم يسبق لهما الدخول فيها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى