أخر الأخبار

تحولات جذرية في سوريا خلال مايو: زيارات رئاسية ورفع العقوبات واتفاقيات بمليارات الدولارات

مرصد مينا

شهدت سوريا خلال شهر مايو المنصرم سلسلة من الأحداث المفصلية التي وصفها مراقبون بـ”الذهبية”، نظراً لما حملته من تحولات سياسية واقتصادية غير مسبوقة منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد في 8 ديسمبر الماضي.

افتتح الشهر بزيارة تاريخية للرئيس السوري أحمد الشرع إلى العاصمة الفرنسية باريس في السابع من مايو، حيث التقى نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في أول زيارة رسمية له إلى أوروبا. وناقش الجانبان ملفات عدة أبرزها إعادة إعمار سوريا، والتعاون الاقتصادي في مجالات حيوية مثل الطاقة والطيران.

وبعد أيام، في 13 مايو، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب من العاصمة السعودية الرياض رفع العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا، استجابة لطلب مباشر من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

وفي اليوم التالي، عقد الشرع لقاءً ثلاثياً جمعه بترامب وبن سلمان في الرياض، في إشارة واضحة إلى تحوّل كبير في السياسة الدولية تجاه دمشق.

وفي 28 مايو، أصدر الاتحاد الأوروبي قراراً برفع معظم العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، باستثناء العقوبات ذات الطابع الأمني والمرتبطة بشخصيات النظام المخلوع.

وذكر المجلس الأوروبي في بيان رسمي أن القرار يشمل إزالة 24 كياناً، من بينها مصرف سوريا المركزي، من قائمة تجميد الموارد والأموال.

وأوضح البيان أن هذه الخطوة تهدف إلى دعم الشعب السوري في مساعيه لإعادة توحيد البلاد وبناء دولة شاملة وتعددية ومسالمة.

وجاءت أبرز الخطوات الاقتصادية في 29 مايو، مع إعلان الحكومة السورية توقيع اتفاق ومذكرة تفاهم مع تحالف يضم أربع شركات دولية، اثنتان منها قطرية وأميركية، واثنتان تركيتان، لتنفيذ مشروع ضخم في قطاع الطاقة بقيمة سبعة مليارات دولار.

وقال وزير الطاقة محمد البشير، خلال الحفل الذي حضره الرئيس أحمد الشرع والمبعوث الأميركي توماس باراك، إن المشروع يستهدف توليد 5000 ميغاواط من الكهرباء، ويُعد الأكبر في تاريخ سوريا من حيث الحجم والقيمة، كما يوفر نحو 50 ألف فرصة عمل مباشرة، وقرابة 250 ألف فرصة عمل غير مباشرة.

وفي 31 مايو، اختتم الشهر بزيارة رسمية رفيعة المستوى من وفد سعودي إلى دمشق، برئاسة وزير الخارجية فيصل بن فرحان.

وأعلن الوزير أن المملكة تسعى إلى تعزيز الشراكة مع سوريا وترسيخ الاستقرار فيها، مؤكداً أن رفع العقوبات جاء تجسيداً لأواصر الأخوة بين الشعبين.

كما كشف أن ولي العهد السعودي وجّه بتقديم كافة أشكال الدعم السياسي والاقتصادي لسوريا في هذه المرحلة الدقيقة.

في السياق ذاته، أكد الرئيس السوري أحمد الشرع خلال الاجتماع الدوري لمجلس الوزراء مساء أمس السبت في آخر أيام شهر مايو أن فريقه الحكومي “لا ينام الليل” بسبب حجم العمل والضغوط المتواصلة، مشيراً إلى أن المسؤولين في سوريا يعملون اليوم “كعمّال وفلاحين”، وليس كمسؤولين تقليديين.

وشدد على أن البلاد تشهد زخماً في العمل على مدار الساعة، وأن الحكومة تشجع المستثمرين العرب والأجانب للدخول في مشاريع استراتيجية تشمل النفط والطاقة والصناعة والزراعة.

وقد تفاعل السوريون على وسائل التواصل الاجتماعي مع مجريات هذا الشهر الاستثنائي، واصفين إياه بـ”الذهبي”، لما حمله من قرارات حاسمة من شأنها أن تغير مجرى الأحداث في بلد أنهكته الحرب لأكثر من عقد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى