العقوبات الأمريكية والسيول تضربان إيران وأذرعها

أكدت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على إيران قد بدأت تنعكس في صورة انخفاض في رواتب الميليشيات السورية الممولة من إيران، على الرغم من الوعود الإيرانية بمساعدة الاقتصاد السوري المتعثر. وبحسب تقرير للصحيفة انعكست الأزمة المالية التي تعاني منها إيران بسبب عقوبات واشنطن على ميليشيات “حزب الله” في لبنان أيضاً، حيث بدأت رواتبهم بالانقطاع على الرغم من وضع الحزب القريب جداً من إيران. وتعاني إيران من أزمة اقتصادية، بسبب العقوبات الأميركية، تظهر آثارها على دعمها للجماعات المسلحة والحلفاء السياسيين الذين تدعمهم طهران في العراق وسوريا ولبنان وأماكن أخرى. ونقلت الصحيفة عن أحد المقاتلين ينتمي لميليشيات تدعمها إيران في سوريا قوله: “لقد ولت الأيام الذهبية ولن تعود أبدا”، مضيفاً أنه فقد ثلث راتبه مع مزايا أخرى، وأضاف “ليس لدى إيران المال الكافي لتعطينا إياه”. ويبدو أن الأزمة المالية قد انعكست على حلفاء إيران بالشرق الأوسط. وقد تؤثر تلك الأزمة على النزاعات في سوريا والعراق. ففي لبنان حيث كانت ميليشيات “حزب الله” تركز على مواجهة إسرائيل على طول الحدود الجنوبية للبنان، إلا أنها شاركت في الحرب السورية من خلال تقديم الأسلحة والمقاتلين. وفي العراق شاركت الميليشيات الممولة من إيران في الحرب ضد تنظيم “داعش” بعد أن سيطر على أجزاء واسعة من العراق قبل 5 سنوات. واعترف حسن نصرالله، زعيم ميليشيات “حزب الله” اللبناني، بالصعوبات المالية التي خلفتها العقوبات الأميركية، واعتبرها “شكلاً من أشكال الحرب”، ودعا إلى تحرك لجمع التبرعات “لإتاحة الفرصة للجهاد بالمال وللمساعدة في هذه المعركة المستمرة”، على حد قوله. من جانبها، اعتبرت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن الضغوط التي تعاني منها إيران تثبت أن العقوبات فعّالة. كما زادت من الضغط من خلال إدراج 25 شخصاً، الثلاثاء، على لائحة العقوبات لمشاركتهم ببرنامج ضخم لتداول العملات أدى إلى تمويل العمليات العسكرية الإيرانية في المنطقة بأكثر من مليار دولار. وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، خلال زيارة قام بها إلى لبنان الأسبوع الماضي، إن “الضغط الذي نمارسه يهدف إلى قطع التمويل عن الإرهابيين. وقد أثبت أنه فعّال”. يذكر أن إيران قدمت مساعدات مالية ضخمة للنظام السوري مع اندلاع الثورة السورية، إلا أنها فشلت مؤخراً في تأمين إنشاء محطة كهرباء شمال غرب البلاد، كما فشلت بالإيفاء بوعودها بتأمين وصول المنتجات الأساسية إلى سوريا. وتعمد إيران إلى تقوية نفوذها بالمنطقة من خلال دعم الميليشيات المسلحة مثل “حزب الله” في لبنان، والميليشيات الشيعية في العراق وسوريا، وحماس الفلسطينية وميليشيات الحوثي في اليمن. ويعترف المقاتلون المنتمون للميليشيات الشيعية، وكذلك مقاتلو الفصائل الفلسطينية بتدني رواتبهم، حتى إنهم أُجبروا على الخروج من الشقق المقدمة لهم. ويقول البعض إن كمية الطعام المقدمة لهم قد ازدادت سوءاً، حيث تم تقليل اللحوم وزيادة البطاطا، بحسب ما نقلت عنهم الصحيفة. ونقلت الصحيفة عن مقاتل لدى حزب الله قوله إنه لم يحصل هو وزملاؤه على رواتبهم لشهر يناير، ولم يتلقوا سوى الراتب الأساسي لشهر فبراير، بدون المكافآت المعتادة المخصصة لزوجاتهم وأطفالهم. كما تم تخفيض الامتيازات التي كانوا يتمتعون بها في السابق، مثل النقل داخل لبنان، والسكن ومكافآت العمل في الخارج. أزمة السيول بدورها اضافت أزمة السيول التي ضربت أكثر من 10 محافظات ايرانية أعباء اضافية على النظام الايراني الذي انهكته العقوبات رغم محاولات حسن روحاني تقديم وعود بتجاوز الأزمة، وفي هذا السياق وصل روحاني، إلى مدينة الأحواز، صباح الجمعة، لمراقبة عمليات الطوارئ، بينما مدن الإقليم مهددة بانهيار السدود على ثلاثة من أنهاره الكبرى بسبب استمرار تدفق السيول في المحافظات الأخرى ووصول الفيضانات إلى عشرات القرى. وحذر المسؤولون الإيرانيون من أن سدين جنوب غربي إيران يواجهان أزمة الامتلاء وطغيان المياه الزائدة، حيث قد تغمر الفيضانات عدة مدن في المنطقة الجمعة. من جهتها، حذرت هيئة المياه والكهرباء في محافظة خوزستان (الأحواز) الغنية بالنفط، الخميس، من أن 18 قرية على طريق المياه بالقرب من سد الدز و33 قرية وثلاث مدن في منطقة سد كرخه و18 قرية على ضفاف نهر كارون يجب أن تكون جاهزة للإخلاء. وقال مصدر في مكتب الرئاسة الإيرانية إن زيارة روحاني للأحواز تتم بناءً على طلب وزير الطاقة ومحافظ الإقليم لإجراء عملية تفتيش جوي لأجزاء من المحافظة. وتأتي هذه الزيارة بعد تصاعد الانتقادات للحكومة واتهامها بالتقاعس في إغاثة المناطق المنكوبة والمتضررة من السيول والفيضانات التي أودت بحياة 44 شخصاً حتى الآن. وأكد المسؤولون أن الإدارة الدقيقة للسدود ومستويات المياه ضرورية لمنع وقوع كارثة وإدارة الأضرار بشكل مناسب. مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا” حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.