تركيا تواصل ضرباتها لحزب العمال الكردستاني شمالي العراق
مرصد مينا
أعلنت وزارة الدفاع التركية اليوم الجمعة، تحييد 4 عناصر من “حزب العمال الكردستاني” المصنف إرهابيا في تركيا، بغارة جوية شمالي العراق.
الوزارة أوضحت في بيان لها أن “القوات التركية حيدت الإرهابيين بغارة جوية بعد رصدهم في منطقة جبال قنديل شمالي العراق”، مؤكدة أن “عمليات مكافحة تنظيم PKK الإرهابي ستتواصل للقضاء على الإرهاب في مصدره”.
وحسب قناة TRT فإن تنظيم PKK يتخذ من جبال قنديل معقلا له، وينشط في عديد من المدن والمناطق والأودية ويشن منها هجمات داخل تركيا.
يشار أن السلطات الأمنية العراقية اعتقلت أمس الخميس شخصا رفع صورة زعيم حزب العمال الكوردستاني التركي “بي كا كا” عبدالله أوجلان والتجول بها داخل مدينة كركوك.
الشرطة كانت تلقت بلاغاً عن وجود شخص يستقل سيارة نوع تويوتا تحمل لوحات محافظة السليمانية، ويضع صورة كبيرة لرئيس حزب العمال الكوردستاني المحظور، على سيارته والتجوال في وسط مدينة كركوك.
مصدر أمني أوضح أن “قوات شرطة كركوك وبعد جمع معلومات توصلت لهوية الشخص، وبعد استحصال الموافقات القانونية تمكنت من مداهمة منزله في حي رحيم اوه والقبض عليه، وتم العثور على صور لرئيس الحزب العمال وكتب تابعة للحزب” بحسب وكالة شفق نيوز.
وكان مجلس الأمن القومي العراقي صنف رسميا حزب العمال الكوردستاني كمنظمة محظورة في العراق، وذلك خلال اجتماع رفيع المستوى بين تركيا والعراق، شارك فيه وزراء الخارجية والدفاع والاستخبارات لكلا البلدين، بجانب مسؤولين أمنيين كبار.
يذكر ان عبد الله أوجلان معتقل حاليا في تركيا وكان قبل ذلك يقيم في سوريا قبل أن يطلب منه نظام حافظ الأسد مغادرة البلاد لتلقي تركيا القبض عليه.
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان كان قال إن بلاده عازمة على المضي في مكافحة الإرهاب في شمال العراق محذرا قادة حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» في السليمانية من الاستمرار في التعاون مع حزب “بي كا كا”.
فيدان أردف: «آمل أن يتراجع أصدقاؤنا في السليمانية عن خطأهم قبل فوات الأوان، وأن يوطدوا صداقتهم مع تركيا كما فعلوا في الماضي، وأن نتحرك نحو مستقبل مشترك معاً”، مضيفا في مقابلة تلفزيونية أن «علاقات قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني في السليمانية والفريق الذي يشكله مع حزب العمال الكردستاني، تشكل تهديداً للأمن القومي وتتجاوز كونها مشكلة بالنسبة لنا».
وتابع أن «أنقرة ستبني المستقبل معاً في أربيل والسليمانية وبغداد وكركوك والموصل، ولا مكان للتنظيمات الإرهابية هناك»، داعياً إلى ضرورة «نبذ التنظيمات الإرهابية التي انتهت صلاحية استخدامها».
فيدان أكد أن تركيا عازمة على استخدام جميع أدوات السياسة الخارجية المتاحة لها بطريقة منسقة لضمان سيادة الاستقرار في المنطقة.
الوزير التركي وفي في معرض تعليقه على الاجتماع الأمني التركي – العراقي في بغداد الأسبوع الماضي، قال فيدان: «هناك في الواقع حركة اتصال منظمة مع العراق قمنا بتطويرها في السنوات الأخيرة، خاصة بشأن الأمن وغيرها من المجالات” وفقا لصحيفة الشرق الأوسط.
وأضاف: «نحاول العمل بانسجام، قدر الإمكان، مع حكومة محمد شياع السوداني، وندعم تحركاته التنموية وجهوده الخدمية»، لافتاً إلى «أنشطة تقوم بها كل من القوات المسلحة والمخابرات التركية في العراق، وكان لا بد من إيجاد طريقة لرسم الإطار الاستراتيجي والدبلوماسي لذلك وإشراك العراقيين فيه».
وتابع أنه «رغم أن حزب العمال الكردستاني يعلن نفسه عدواً لتركيا ووحدتها، لا يستطيع السيطرة حتى على متر مربع من أراضيها، لكنه في المقابل يحتل مساحات كبيرة جداً في العراق وسوريا، بدعم من الآخرين، والآن تتضح حقيقة أنهم أصبحوا أعداء للدول التي تستضيفهم».
وعن الحوار مع «هيئة الحشد الشعبي»، قال فيدان: «تبادلنا الآراء معهم بشكل مكثف بشأن سنجار، وعملنا مع الحكومة المركزية في بغداد لإغلاق بعض المناطق المفتوحة في الحدود، واتخذنا الاحتياطات اللازمة على الحدود».
وقال فيدان إن العراق اتخذ خطوة كبيرة فيما يتعلق بقضية حزب العمال الكردستاني بتصنيفه تنظيماً محظوراً، مشيراً إلى أن العراق بلد غني بموارده النفطية، وأن السياسيين والأحزاب هناك يريدون الآن التركيز على التنمية في المنطقة، ولا يمكن أن يكون هناك شريك في هذه القضية أفضل من تركيا.
في السياق ذاته، جدد الرئيس رجب طيب إردوغان التأكيد على أن تركيا ستؤمّن كامل حدودها مع العراق بحزام أمني بعمق 30 – 40 كيلومتراً، كما ستكمل ما تبقى في حدودها مع سوريا بحلول الصيف المقبل.
وقال خلال مأدبة إفطار مع قادة وجنود القوات المسلحة في العاصمة أنقرة ليل الثلاثاء: «هدفنا أن نورّث أبناءنا تركيا خالية من ظل الإرهاب المظلم».