تصاعد التوتر في لبنان قبل جلسة الحكومة: مسيرات مؤيدي حزب الله ورسائل تهديد

مرصد مينا
يسود القلق الشارع اللبناني مع اقتراب انعقاد جلسة مجلس الوزراء اليوم الثلاثاء، التي من المقرر أن تبحث مسألة حصر السلاح بيد الدولة، في خطوة تعدّ من أكثر الملفات حساسية في البلاد.
وعكست أجواء التوتر التي سادت خلال الساعات الماضية خشية اللبنانيين من تطورات أمنية محتملة تزامناً مع هذه الجلسة المفصلية.
ففي وقت متأخر من ليل أمس، نفذ مؤيدون لحزب الله مسيرات بالدراجات النارية في مناطق عدة، في استعراض اعتبره سياسيون وإعلاميون رسالة تهديد واضحة وتحذيراً من المضي قدماً في أي قرار يقضي بتسليم سلاح الحزب للدولة اللبنانية.
وفي هذا السياق، حذّر الصحافي طوني بولس من مؤشرات على “عمل أمني خطير” يخطط له الحزب، قائلاً في منشور على منصة “إكس” إن “هناك معلومات عن شاحنات محملة بالأتربة تستعد لقطع الطرقات، بالتزامن مع مسيرات للدراجات النارية وإطلاق شعارات طائفية”.
من جهته، رأى السياسي والنائب السابق فارس سعيد أن ما يجري من تهويل إعلامي يهدف بالدرجة الأولى إلى تأجيل جلسة مجلس الوزراء المخصصة لحسم ملف السلاح، مؤكداً أن “الضغط النفسي والسياسي جزء من استراتيجية الحزب لعرقلة أي قرار حكومي حقيقي”.
أما النائب نديم الجميل، فدعا الأجهزة الأمنية إلى تحمّل مسؤولياتها فوراً، مشدداً على أن “المعادلة يجب أن تكون واضحة للجميع: إذا لم تتحرك القوى الأمنية لردع محاولات التهديد والوعيد، فإن الشارع سيقابل الشارع، ولن يبقى أحد مكتوف الأيدي”.
وتأتي هذه التحركات بعد موقف صريح لـ”حزب الله” أكد فيه أنه لن يناقش أو يتخلى عن سلاحه قبل انسحاب إسرائيل من الجنوب اللبناني وحسم الخلاف على النقاط الخمس التي لا تزال تحتلها.
في المقابل، تواصل الولايات المتحدة عبر مبعوثها توم براك، الذي كثّف زياراته إلى بيروت مؤخراً، الضغط من أجل حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، باعتبار ذلك خطوة أساسية لاستقرار البلاد.
تجدر الإشارة إلى أن “حزب الله” كان قد خاض العام الماضي مواجهات دامية مع إسرائيل، تكبّد خلالها خسائر فادحة، قبل أن تنتهي المعارك باتفاق لوقف إطلاق النار برعاية أميركية.
ونص الاتفاق، الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر 2024، على انسحاب الحزب من منطقة جنوب الليطاني وتفكيك بنيته العسكرية هناك، مقابل تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل).
كما شمل الاتفاق انسحاباً إسرائيلياً كاملاً من جنوب لبنان، غير أن الجيش الإسرائيلي أبقى على وجوده في خمسة مرتفعات استراتيجية تتيح له الإشراف على جانبي الحدود.