تعرف على تاريخ ركلات الترجيح وصاحب فكرتها
مرصد مينا
يعود الفضل في اختراع ضربات الترجيح قبل 50 عاما إلى عامل سابق بالمناجم يدعى كارل فالد من مدينة فرانكفورت الألمانية، حيث كان حكماً سابقاً وتوفي عام 2011 عن عمر يناهز 90 عاما.
وعن اختراعه الذي غير تاريخ كرة القدم، يقول فالد الذي اعتزل وهو في الـ 63 من عمره: “أشعر دائماً بأنني كنت على صواب. إنها الطريقة الوحيدة للخروج بنتيجة رياضية حقيقية. كل شيء آخر كان لا يمثل حلا واقعيا”.
يذكر أن مباريات كرة القدم التي تنتهي بنتيجة التعادل في الوقت الأصلي والإضافي في ستينات القرن الماضي كانت تحسم من خلال اللجوء للعب مباراة أخرى، أو إجراء قرعة واستخدام عملة معدنية لمعرفة الفائز.
وأشار فالد إلى مباراة ليفربول الإنجليزي مع كولونيا الألماني في دور الثمانية لبطولة كأس أوروبا للأندية في عام 1965. فقد انتهت مباراتا الذهاب والإياب بالتعادل السلبي كما انتهت المباراة الفاصلة التي أقيمت على ملعب محايد بالتعادل 2/2 بعد الوقت الإضافي ولذلك استخدم الحكم عملة معدنية التي سقطت مستقيمة على الملعب الموحل بسبب الأمطار. وفي المرة الثانية لإلقاء العملة المعدنية، كان الفوز من نصيب فريق ليفربول.
وأثارت هذه الطريقة جدلا آنذاك، إذ اعتبرها البعض أنها أشبه بـ”اليانصيب”، وتدعو لإجراء التغيير. وهذا ما دفع كارل فالد، الحكم الألماني السابق، إلى ابتكار فكرة جديدة لحسم الفائز في المباريات بطريقة مُنصفة أكثر، ليخرج بفكرة ركلات الترجيح بعد انتهاء المباراة بنتيجة التعادل، عقب نهاية الوقت الأصلي والإضافي.
فكرة كارل فالد لاقت اعتراضا في بداياتها، إذ تم رفضها عام 1970 من الاتحاد الألماني لكرة القدم، ولم يوافق الاتحاد عليها إلا بعد موافقة معظم مندوبي الاتحادات المتفرعة منه، ثم وافق الاتحاد الألماني عليها، ليسير على نهجه الاتحاد الأوروبي “يويفا”، قبل أن يتم اعتمادها دوليا من “فيفا”.
وتم تطبيق قانون ركلات الترجيح في عام 1976، وكانت بطولة كأس أمم أوروبا التي أقيمت في ذات العام، أولى البطولات الكبرى التي شهدت الاعتماد على هذا القانون.
بينما كان مونديال إسبانيا عام 1982 هو المونديال الأول الذي شهد اللجوء لركلات الترجيح في المباريات الإقصائية.
ونجح منتخب ألمانيا في التأهل للمباراة النهائية بعد تغلبه على منتخب فرنسا بركلات الترجيح بنتيجة 4/5، عقب التعادل 3/3، في الدور نصف النهائي.
مرتان تحسم نهائي كأس العالم
ومنذ مونديال إسبانيا 1982 وحتى مونديال روسيا 2018، حضرت ركلات الترجيح في المواجهة النهائية مرتان، إذ حسمت اللقب لصالح البرازيل على حساب إيطاليا في مونديال 1994، ولصالح إيطاليا على حساب فرنسا في مونديال 2006.
يشار أن ألمانيا والأرجنتين أكثر المستفيدين من الركلات الترجيحية، طوال مشاركاتهما في كأس العالم.
فقد حسم “التانغو” 4 مباريات لصالحه من خلالها، وذلك في مرتين في مونديال 1990 ومرة في كل من 1998 و2014، فيما خسرت مرة واحدة في مونديال 2006
وتفوقت ألمانيا في 4 مباريات بفضل ركلات الترجيح، ذلك في 4 نسخ من المونديال: 1982 و1986 و1990 و2006.
أما ضربة الجزاء كعقوبة فكانت موجودة من قبل ولكنها لم تكن في صورة ركلات ترجيح لحسم نتيجة المبارايات عن طريق لعب 5 لاعبين من كل فريق لـ 5 ركلات.
وكان وليام ماكرم حارس مرمى فريق ميلفورد إيفرتون، اقترح العقوبة، مستمدًا ذلك من قانون لعبة الركبي الصادر 1879، الذي ينص على تنفيذ ضربة الجزاء أمام المرمى على مسافة 1.8 متر.
سخر الكثيرون من فكرة الحارس الإيرلندي والتي اقترحها في عام 1890، ودارت أسئلة حول إمكانية أن يتواجه الحارس ولاعب بمفردهما “في مربع 18 مترا”، فمن المؤكد أن ذلك سهل لتسجيل هدف، على عكس الرمية الحرة التي من الصعب تحقيقها.
أصر ماكروم على تنفيذ العقوبة الأشد في كرة القدم، بسبب المخالفات التي توقع بالقرب من الهدف، قبل أن تحدث مناقشات ساخنة حول العقوبة المقترحة، وفي 2 يوليو/تموز من عام 1891، تم تشريع ركلة الجزاء في قوانين اللعبة.
وسن القانون الجديد حينها على تطبيق الركلة في حال حدوث عدة أخطاء داخل منطقة الجزاء، ومنها في حال تعمد إعاقة الخصم داخل المنطقة لمنعه من إحراز هدف أو الاعتداء الجسدي أو توقيف الكرة باستعمال اليدين.
ومن المباريات التي أثرت مباشرةً باتخاذ قرار مشرعي كرة القدم حينها، هي مواجهة نوتس كاونتي وستوك سيتي في ربع نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي في عام 1890، حين منع لاعب نوتس كاونتي هدفا محققا باستعمال يده، وانتهت المواجهة بخسارة ستوك سيتي بهدف دون رد، لغياب العقوبة آنذاك.
وطبقت العقوبة لأول مرة في موسم 1891-1892 في مختلف المسابقات.
ويعتبر اللاعب بيلي هيث، هو صاحب أول ركلة جزاء مسجلة في تاريخ كرة القدم حين كان يلعب لفريقه ويلفرهامبتون أمام نادي أكرينغتون على ملعب مولينو في تاريخ 14 سبتمبر/أيلول عام 1891.