تفاصيل اغتيال ضباط الفرقة الرابعة والمقربين من الحرس الثوري الايراني في سوريا
مرصد مينا – هيئة التحرير
تصاعدت خلال الأيام الأخيرة في سوريا حالات اغتيال استهدفت مقربين من الحرس الثوري الإيراني، وضباط في الفرقة الرابعة التي يقودها شقيق “ماهر الاسد” شقيق رئيس النظام السوري، إذ قتل ثمانية عسكريين في ظروف غامضة، بينهم خمسة برتبة عميد، واثنان برتبة عقيد، وقيادي تمت تصفيته بالرصاص أمام منزله.
مرصد “مينا” علم من مصادر مطلعة أن “عمليات الاغتيال التي يتعرض لها ضباط وقادة في جيش ومخابرات النظام هم، ممن شاركوا في تعذيب المعتقلين والإشراف على العمليات العسكرية التي قتلت مئات الآلاف وهجرت ملايين السوريين”. مشيرة إلى أن “التصفيات تتم تحت أعين النظام و باشراف وتوجيه من أجهزة مخابراته التي بدأت تدخل مرحلة تصفية الحسابات والصراعات الداخلية التي تعكس الصراع الروسي – الإيراني في سورية “.
مقرب من ايران
آخر هذه الاغتيالات طالت مقربين من الحرس الثوري الإيراني، ومنهم العميد “جهاد زعل” رئيس فرع المخابرات الجوية بالمنطقة الشرقية “ديرالزور، الحسكة، الرقة”، الذي قتل على طريق ديرالزور-دمشق مع عدد من عناصره في ظروف غامضة لم تتضح بعد.
وأكد مصادر “مينا” أن “زعل” الذي شغل رئيس فرع المنطقة الجنوبية في المخابرات الجوية (درعا والقنيطرة والسويداء) قبل تعينه في المنطقة الشرقية يعمل تحت اشراف وتوجيه من الحرس الثوري الإيراني، وتحديداً مع الحاج أبو صادق أحد كبار ضباط الحرس الثوري الإيراني.” موضحة أن ” مدينة دير الزور شهدت استنفاراً كبيراً بعد وصول جثة الضابط والعناصر الذين قتلوا معه وسط تكتم من قبل النظام على الحادثة”.
“جهاد زعل” ينحدر من محافظة القنيطرة “عشيرة البحاترة” وله تاريخ حافل بالإجرام اذ كان يشغل منصب رئيس المخابرات الجوية في درعا عند اندلاع شرارة الثورة السورية في العام 2011 قبل أن يتسلم رئاسة المخابرات الجوية في المنطقة الجنوبية.
وأوضحت المصادر أن “زعل تسلم رئاسة فرع المخابرات الجوية في المنطقة الشرقية في تشرين الثاني 2017، وهي الفترة التي سيطرت فيها الميليشيات الإيرانية والتابعة للحرس الثوري الإيراني على مدينة دير الزور وريفيها الجنوبي والشرقي” لافتة إلىأن” العلاقة بين زعل وايران بدأت بسبب الروابط وصلات قربى معقيادات تنظيم الدولة “داعش” في جنوب دمشق وتحديداً في منطقة الحجر الأسود، ومنطقة السيدة زينب، وبلدة حجيرة، حيث تقيم عشيرته “البحاترة ” بها، وانضم قسم من شبّانها إلى تنظيم الدولة، فيما انضم آخرون إلى الميليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني”.
المصادر أضافت: أن ” زعل أشرف على اتفاق إخراج عناصر داعش (أقاربه) من جنوب دمشق (الحجر الأسود) باتجاه البادية السورية بقيادة (حسن المحمود الملقب أبو هشام الخابوري) للعمل تحت اشرافه ونوجيه لخدمة المصالح الإيرانية في المنطقة”.
وخلال ترؤّس الزعل قسم المخابرات الجوية في درعا، بين العامَين 2013 و 2017، تولّى في الوقت نفسه رئاسة لجنة المصالحات هناك، وظهرت علاقته بميليشيا ايران عندما تم تكريمه من قبل مركز الإمام المهدي الثقافي برئاسة الشيخ “محمود نواف العداي”.
استهداف الفرقة الرابعة..
مسلسل الاغتيالات بدأ بالفعل، ولن ينتهي، اذ تزامن قتل “جهاد زعل”، مع اغتيال مرافق “ماهر الأسد” قائد الفرقة الرابعة، “علي جنبلاط” في الرابع من تموز قنصاً بالرصاص أمام منزله في منطقة يعفور
وقالت مصادر اعلامية: إن “العقيد الذي ينحدر من مدينة جبلة الساحلية، واغتيل بأمر من ماهر الأسد وبالقرب من قصره، وذلك على خلفية ضبط شحنة مخدرات أرسلوها إلى إيطاليا، اذ سيصل التحقيق بشأنها إلى شخص ماهر عبر ابن عمه كمال في اللاذقية”.
كما يعرف عن العقيد “علي جمبلاط” مشاركته في الإعدامات الميدانية واقتحام البيوت في الغوطة الشرقية وعموم ريف دمشق وقتل وتعذيب المعتقلين أمام أعين أطفالهم، وهو طائفي، ولديه شقيقه اسمه “عدنان جمبلاط” برتبة صف ضابط.
وشهد اليوم التالي، اغتيال العميد في المخابرات الجوية “ثائر خير بيك”، قنصاً بالرصاص أثناء وجوده أمام منزله في حي الزاهرة بدمشق، وتزامن ذلك أيضا، مع استهداف سيارة القيادي “نزار زيدان” في منطقة وادي بردى بعبوة ناسفة، كما استهدف العميد “معن إدريس”، وهو من المقربين من ماهر الأسد، وقد اغتيل بإطلاق النار عليه وهو أمام منزله في مشروع دُمَّر بدمشق، في الأول من تموز الجاري.
وسبقه بيومين مقتل العميد “سومر ديب”، المحقق في سجن صيدنايا، قنصاً بالرصاص أمام منزله في حي التجارة بدمشق، أما في 2 من تموز، أعلن عن وفاة العميد “هيثم عثمان”، في أكاديمية الهندسة العسكرية، وقالت صفحات إخبارية غير رسمية إن سبب الوفاة الإصابة بفيروس كورونا
خلافات واشتباكات..
وتعيش مناطق سيطرة النظام حالة من التوتر الأمني في الآونة الأخيرة، اذ اندلاع اشتباكات عنيفة بين مجموعات تابعة لقوات الأسد الأسبوع الفائت، في جنوب العاصمة دمشق.
مصادر” مينا” أكدت أن “منطقة دف الشوك تحولت إلى ساحة معارك بين متعاقدين مع الفرقة الرابعة وميليشيا الدفاع الوطني من جهة، ومجموعات من فرع فلسطين التابع للأمن العسكري من جهة أخرى”.
ووفقا لما ذكرته المصادر، فإن سبب المواجهات التي نشبت بين الطرفين يعود إلى أوامر أصدرها فرع فلسطين تقضي بتسليم المتعاقدين مع الجهتين المذكورتين أسلحتهم، وإزالة الحواجز التابعة لهم، وإنهاء المهام العسكرية الموكلة إليهم، وذلك بعد ورود شكاوى عديدة تتحدث عن قيامهم بتجاوزات تتضمن عمليات سلب وابتزاز.
المتعاقدون رفضوا قرار الفرع، ونصبوا حواجز جديدة أغلقوا فيها المنطقة، مهددين بإطلاق النار على أي شخص يقترب منها، وهو ما أدى إلى اندلاع الاشتباكات، التي لم يعرف حصيلة قتلاها حتى اللحظة.
وكانت مناطق جنوب دمشق شهدت مواجهات عديدة بين ميليشيات تابعة للنظام، كان أعنفها، في العام 2014، في حي التضامن، بين من يطلق عليهم محليا اسم “شبيحة شارع نسرين” وعناصر من فرع الدوريات، اذ قام الطرفان باستقدام تعزيزات وأسلحة متوسطة وثقيلة، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.
دوافع الاغتيالات..
تباينت دوافع الاغتيالات، اذ تعتبرها مصادر “مينا” تصفيات داخلية تقوم بها المحاور المتصارعة في النظام (ايران – روسيا)، بينما رأى فيها آخرون عمليات تقف خلفها جهات خارجية في إشارة إلى “إسرائيل”.
وأكدت مصادر مينا: أن “ارتفاع وتيرة الاغتيالات تشير إلي قرب التوصل الى إتفاق بين الدول المؤثرة في الملف السوري، وهي في إطار التخلّص من الضباط الذين تلطخت أيديهم بالدماء”. مشيرة إلى أن الاغتيالات بمثابة ” إعادة إنتاج للنظام والتخلص من كل الجرائم التي لحقت به، وتصفية مرتكبيها ومنفذيها، وإنهاء كل الأدلة التي يمكن أن تدين رأس النظام والمقربين منه أمام المحاكم الدولية التي تلاحقهم بتهمة ارتكاب جرائم الحرب “.
بينما لفتت المصادر الإعلامية إلى وجهة نظر مختلفة، أي أن التصفيات تتم تحت اشراف الروس وذلك للتخلص من المحور الإيراني التي تمثله الفرقة الرابعة بقيادة “ماهر الأسد” والضباط المقربين منها في إدارة المخابرات الجوية إضافة إلى ميليشياتها واذرعها من عناصر الدفاع الوطني، وأحياناً تصل الأسباب إلى خلافات على بعض الصفقات، وليس بالضرورة أن يكون لها أبعاد سياسية.