تفاصيل جديدة حول عملية اغتيال نصر الله.. تردد إسرائيلي وغضب أمريكي

مرصد مينا
كشفت تقارير إسرائيلية جديدة عن خلفيات عملية اغتيال الأمين العام السابق لـ”حزب الله”، حسن نصر الله، والتي تمت في 27 سبتمبر الماضي، مشيرة إلى تردد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الموافقة على العملية، وتوقيت تنفيذها الذي أثار غضب المسؤولين الأمريكيين.
ومن أبرز التفاصيل التي تم الكشف عنها أن الأمريكيين استشاطوا غضباً عند إبلاغهم بالعملية، وقالوا إن “إسرائيل تجعل منهم أضحوكة وتظهرهم أغبياء”، لكنهم لم يحاولوا منع العملية.
التردد الإسرائيلي: مداولات وموافقة مشروطة
بحسب التقارير، كانت عملية اغتيال نصر الله ضمن الخطط التي وضعها الجيش الإسرائيلي منذ حرب لبنان الثانية في عام 2006. لكن تنفيذها تأجل لعدة سنوات بسبب المخاوف من تصعيد عسكري واسع النطاق.
ومع توافر معلومات استخباراتية دقيقة في سبتمبر 2024 حول نية نصر الله حضور اجتماع مع كبار قادة حزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية، توصلت المخابرات الإسرائيلية إلى قناعة بأن هذه هي الفرصة المناسبة لتنفيذ العملية.
وفقاً للتقارير، فقد كانت المخابرات الإسرائيلية قد تلقت بلاغاً من مصدر موثوق، وهو جاسوس إيراني، حول وصول نصر الله إلى المنطقة، في وقت متأخر من يوم العملية.
كان المقر الرئيسي لحزب الله يقع في الطابق الرابع عشر تحت الأرض في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث كان الاجتماع المقرر سيجمع نصر الله مع نائب قائد “فيلق القدس” الإيراني، عباس نيلفوروشان. وفي الساعة الثانية عشرة ظهراً، كان الجيش الإسرائيلي على علم بأن نصر الله سيصل إلى مكان الاجتماع في غضون ساعات قليلة.
رغم هذه المعلومات الدقيقة، لم يوافق نتنياهو على تنفيذ العملية في البداية، حيث طلب إمهاله للبت في القرار.
ووفقاً للمصادر العسكرية، فقد تواصل وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، مع نتنياهو مرات عدة خلال اليوم نفسه، محاولاً إقناعه بأن هذه الفرصة لا تأتي إلا مرة واحدة.
ومع ذلك، ظل نتنياهو متردداً حتى اللحظة الأخيرة، حيث أصر على إتمام الاغتيال بعد أن ينهي خطابه في الأمم المتحدة. وعندما صعد نتنياهو إلى الطائرة متوجهاً إلى نيويورك، قرر في اللحظات الأخيرة الموافقة على العملية، ولكن بشرط أن يتم تنفيذها بعد انتهاء خطابه، الذي كان مقرراً في الساعة السادسة مساءً بتوقيت نيويورك.
الغضب الأمريكي: محادثات حادة مع مسؤولين إسرائيليين
عندما تم إبلاغ المسؤولين الأمريكيين بالعملية، كانت ردود فعلهم شديدة الغضب، خصوصاً بعد أن علموا بالعملية التي تمت في الوقت الذي كانت فيه إسرائيل تُجري مفاوضات لوقف إطلاق النار مع لبنان.
وفقاً للتقرير، أبلغ السفير الإسرائيلي في واشنطن، مايك هيرتسوغ، الحكومة الأمريكية بقرار إسرائيل لتنفيذ الاغتيال، وذلك تجنباً لحدوث أزمة دبلوماسية نتيجة نشر الخبر في الإعلام قبل أن يتم إعلامهم.
ورغم هذه التحذيرات، فإن وزير الدفاع الأمريكي، لي أوستن، علم بالعملية فقط من خلال مكالمة هاتفية مع غالانت، الذي أبلغه في آخر لحظة بأن الاغتيال سيتم بعد حوالي ربع ساعة.
وقال أوستن في مكالمته بغضب: “أنتم قد تشعلون حرباً إقليمية بهذه العملية”. لكن غالانت رد عليه بالقول: “هذا الرجل قتل آلاف الإسرائيليين ومئات الأمريكيين”.
وفي تلك اللحظة، شدد غالانت على أن إسرائيل كانت على يقين من وجود نصر الله في المكان المستهدف.
لحظة الصفر
بينما كانت الاستعدادات جارية لتنفيذ العملية، قامت المخابرات الإسرائيلية بتنسيق التفاصيل الأخيرة. كان المقر الذي يختبئ فيه نصر الله في الطابق الرابع عشر من بناء تحت الأرض في ضاحية بيروت الجنوبية. وبعد وصول المعلومات الاستخباراتية التي أكدت وجوده في الاجتماع، تم اتخاذ قرار حاسم بالتحرك لتنفيذ العملية.
وقد أفادت التقارير بأن رئيس الأركان الإسرائيلي، هرتسي هليفي، ورئيس جهاز الموساد، دودي بارنياع، ورئيس جهاز الشاباك، رونين بار، قد شاركوا في اتخاذ القرار، بموافقة وزير الدفاع غالانت.
وبالرغم من التردد الذي أبداه نتنياهو، إلا أنه تم الاتفاق على تنفيذ الاغتيال في الساعة السادسة والنصف مساءً بتوقيت نيويورك، وذلك فور انتهاء خطاب نتنياهو في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ومع أن بعض التقارير قالت إن الجيش الإسرائيلي تلقى معلومات عن الاجتماع قبل 4 ساعات فقط من بداية العملية، فإن القناة الإسرائيلية “كان 11″، أفادت بأن النبأ وصل قبل أيام. ولذلك، تم بحث أمر الاغتيال واتفق عليه جميع رؤساء الأجهزة الأمنية يومها.