هل كان لقاء فيدان-مملوك بداية تطبيع مع الأسد؟
يوم الاثنين الماضي اجتمع ثنائي الظل السوري- التركي في العاصمة الروسية “موسكو” وجرت بينهما مفاوضات خلف أبواب مغلقة، بحضور روسي رفيع، لم يتم الكشف عن تفاصيل الاجتماع من قبل الطرف الروسي والتركي، لكن وكالة الأنباء السورية “سانا” هي الوحيدة التي نشرت الخبر، وتفردت بنشر ما قاله اللواء “علي مملوك” ممثل نظام الأسد في المفاوضات.
وبحسب ما قالته وكالة الأنباء السورية، فإن علي مملوك الذي لم ينقطع تواصله مع الأتراك طوال السنوات العجاف الثمانية، أوضح للجانب التركي الذي مثله “حقان فيدان” أن الأسد لن يتخلى عن شبر واحد من الأراضي السورية.
لكن وكالات الأنباء الروسية نشرت اليوم وبعد مضي يومين على الاجتماع المغلق بين الطرفين السوري والتركي، نشرت بعض مجريات ذلك الاجتماع.
فبحسب ما قالته وكالات الأنباء الروسية، فإن المحادثات الثلاثية : التركية-السورية–الروسية-، والتي انعقدت في العاصمة “موسكو” أول أمس الاثنين،”تطرقت.. إلى وضع لمحات أولى في مسألة تطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة وفق اتفاقية أضنة”.
وأوضحت وسائل الإعلام الروسية إنه وبحسب المعلومات المتوفرة لديها فإن الاجتماع انعقد في موسكو وراء أبواب مغلقة وشارك فيه “مدير مكتب الأمن الوطني السوري علي مملوك، ورئيس جهاز الاستخبارات التركي حقان فيدان”، إضافة إلى عدد من المسؤولين الروس، دون أن تسميهم.
وشملت المفاوضات بحث عدد من القضايا الملحة، كان أهمها الوضع في منطقة إدلب –الخارجة عن سيطرة الأسد- وخاصة مناطق خفض التصعيد والالتزام باتفاق سوتشي، ووقف إطلاق النار على الحدود، مع محاولة إيجاد حلول في ما يخص القضاء على الإرهابيين الدوليين المتواجدين في هذه الأراضي، بحسب ما أفادت روسيا اليوم.
وتطرقت المفاوضات إلى مناقشة قضية شرق الفرات، حيث تعتبر “روسيا وتركيا صانعتين لمبادرة الحد من الأنشطة العسكرية في المنطقة العازلة شمال شرق سوريا” من وجهة نظرهما، لكن مع وجود عدد كبير من المسلحين الموالين لتركيا في تلك الأراضي يقع حالات اشتباك وقصف على طول المنطقة، مما يسفر عن سقوط ضحايا بين العسكريين والمدنيين، ولذا دارت المفاوضات حول هذه النقطة “حل قضايا عملية للتقليص من التوتر على طول هذه المنطقة بأقصى درجة ممكنة، وذلك إضافة إلى موضوع الأسرى المتواجدين في قبضة كلا الجانبين”.
وأشار الموقع إلى تأكيد الجانب التركي، “تمسّكه بمبادئ احترام سيادة الدولة السورية واستقلالها ووحدتها”، بحسب معلومات أوردتها وكالات الأنباء الروسية، والتي قالت، إن الاجتماع تناول التقييمات الأولى بشأن إيجاد سبل “لتطبيع العلاقات الثنائية بين سوريا وتركيا”، بما في ذلك على أساس اتفاقية أضنة المبرمة عام 1998، “إلا أنه لم يتم اتخاذ أي حلول دقيقة نظرا للتوتر البالغ المستمر بين البلدين منذ اندلاع الأزمة السورية” بحسب ما نشرته وسائل إعلام روسية وعربية.