تفشي مرض الكوليرا يزيد من معاناة السودانيين
مرصد مينا
زاد تفشي مرض الكوليرا من معاناة السودانيين في بلد تمزقه حرب مستمرة منذ أكثر من عام بين الجيش وقوات “الدعم السريع”، والتي أدت لتدمير المنظومة الصحية والبنية التحتية في السودان.
وبعدما أعلنت رسميا أن المرض ضرب عددا من المناطق، خاصة في شرق البلاد، حيث جرى تسجيل معدلات عالية للأمطار، رفعت السلطات الصحية السودانية وتيرة تحركاتها لمحاصرة وباء الكوليرا.
وأعلنت وزارة الصحة السودانية أن ولايتي كسلا والقضارف بشرق السودان الأكثر تضررا من الوباء، نتيجة للأوضاع البيئية، والماء غير الصالح للشرب.
وكان وزير الصحة السوداني، هيثم إبراهيم، أعلن السبت الماضي، تفشي وباء الكوليرا، فيما تهطل منذ أسابيع أمطار غزيرة على السودان أدت إلى نزوح آلاف الأشخاص وظهور عدد من الأمراض مع زيادة حالات الإسهال خصوصا بين الأطفال.
وقال الوزير يوم الأحد، إن عدد الإصابات بالكوليرا ارتفع إلى 354 إصابة، مؤكدا وفاة 22 من المصابين بالمرض.
والكوليرا عدوى إسهالية حادة تنتج عن تناول طعام أو ماء ملوث ببكتيريا ضمة الكوليرا. كما يتسبب المرض بالإسهال والجفاف الشديد الذي قد يؤدي إلى الوفاة خلال ساعات، وفق منظمة الصحة العالمية.
وكان السودان حتى قبل اندلاع الحرب في أبريل 2023، يسجل إصابات بالكوليرا الناجم عن تلوث المياه أو الطعام، خصوصا خلال فترة الأمطار الموسمية.
لكن استمرار الحرب منذ أكثر من 16 شهرا أدى إلى تدمر البنى التحتية والمرافق الطبية وإلى نقص المياه النظيفة، معرضا السودانيين البالغ عددهم 48 مليونا لاحتمال الإصابة بهذا المرض، الذي قد يؤدي إلى الوفاة في حال عدم تلقي العلاج المناسب.
ويوم الجمعة الماضي قالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارغاريت هاريس في تصريحات للصحافيين إنه تم الإبلاغ عن 11327 حالة إصابة بالكوليرا في السودان من بينها 316 حالة وفاة.
وهذه الحالات سجلتها وزارة الصحة السودانية على مدى عام تقريباً منذ بدء الحرب في أبريل 2023.
وتدور في السودان حرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو منذ ذلك التاريخ.
واتُهم الجانبان بارتكاب جرائم حرب، بما في ذلك القصف العشوائي لمناطق مأهولة بالسكان خلال النزاع الذي خلف عشرات الآلاف من القتلى، وأدى إلى تشريد أكثر من 10 ملايين شخص، وفق الأمم المتحدة.
كذلك اتُهم الطرفان بنهب وعرقلة توزيع المساعدات الإنسانية، فضلا عن تدمير النظام الصحي الهش أصلا.
وكانت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة حذرت الأسبوع الماضي من أن البلاد تقف عند “نقطة انهيار” كارثية، وتواجه أزمات عدة تتهدّد حياة عشرات الآلاف.
ووفقا للأمم المتحدة، دفعت الحرب المستمرة في السودان إلى إلى حافة المجاعة، لاسيما في مخيمات بمنطقة دار فور في غرب البلاد.