تهديدات بضرب العمق الأمريكي.. هل تفعلها إيران؟
مرصد مينا – إيران
هدد رئيس السلطة القضائية في إيران، “إبراهيم رئيسي”، باستهداف الأطراف، التي شاركت باغتيال قائد فيلق القدس السابق، “قاسم سليماني”، في كل أنحاء العالم، وذلك تزامناً مع بدء إحياء إيران للذكرى الأولى لاغتياله.
واعتبر “رئيسي” في تصريحاته أنه لا يمكن للذين شاركوا في عملية الاغتيال أن ينعموا بالأمان في أي مكانٍ في العالم، بمن فيهم الرئيس الأمريكي، “دونالد ترامب”، الذي قال إنه أصدر أمر القتل.
يشار إلى أن “رئيسي” يعتبر من الشخصيات الإيرانية المتشددة جداً، كما أنه من المرشحين بقوة لخلافة المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، “علي خامنئي”، بالإضافة إلى أنه كان من بين المرشحين لانتخابات الرئاسة الماضية.
تزامناً، أعلن قائد فيلق القدس الحالي، “إسماعيل قاني” أن طهران لديها القدرة على القيام بعمليات إرهابية داخل أميركا، مصيفاً: “إيران لا تزال مستعدة للرد”.
كما اعتبر “قاني” إلى أن مقتل الجنرال “سليماني” في هجوم أميركي لن يثني طهران عن المقاومة في ظل تصاعد التوترات مع اقتراب الذكرى الأولى للضربة التي نفذتها الولايات المتحدة بطائرة بمسيرة.
في غضون ذلك، شكك الباحث في الشأن الإيراني، “محمود ولايتي” في أن تتجه إيران لاتخاذ أي خطوة استباقية ضد الولايات المتحدة أو إسرائيل، موضحاً: “المسؤولون الإيرانيون يدركون حقيقة أن النظام لا يستطيع تحمل تبعات أي ضربات أو مغامرات عسكرية يقدم عليها، سواء سياسياً أو اقتصادياً أو حتى عسكرياً.
ولفت “ولايتي” إلى أن إيران وباعتراف رئيسها “حسن روحاني” خسرت اقتصادياً 150 مليار دولار خلال عامين، بسبب العقوبات، كما انها تستعد حالياً إلى استحقاقات سياسية وفترة انتقالية وشيكة سواء بالنسبة لرئاسة الجمهورية أو كرسي المرشد، بالإضافة إلى أن نفوذ النظام العسكري في المنطقة العربية تراجع بشكل كبير خلال العام الماضي، معتبراً أن كل تلك العوامل تحد من تفكير إيران بافتعال أية أزمة عسكرية مع واشنطن.
يشار إلى ان مصادر عراقية سبق وأن كشفت قبل أسابيع عن زيارة أجراها “قاني” إلى العراق التقى فيها عدداً من زعماء الميليشيات المدعومة من الحرس الثوري، وطلب منهم عدم استفزاز الولايات المتحدة، قبل أن يعود مجدداً ويطلب منهم البقاء على أهبة الاستعداد في حال شن أي ضربات عسكرية ضد طهران، على حد وصف المصادر.
في السياق ذاته، أكد الباحث الاستراتيجي “عماد الدين الأعرجي” أن ملف “سليماني” قد طوي تماماً في إيران، وأن تصريحات الانتقام “لسليماني” مجرد تهييج وتجييش، لافتاً إلى أن الوضع السياسي والتقلبات في المنطقة تمنع إيران من ارتكاب مثل تلك الخطوة، حتى وإن أيقنت بحتمية العمل العسكري ضدها.
كما أضاف “الأعرجي”: “إيران لن تنتقم لسليماني ولا لزادة، كل ما يفكر فيه النظام الإيراني هو تجاوز الفترة الحالية بأقل الخسائر وعلى كافة الأصعدة”، مشيراً إلى أن كل شيء على أرض الواقع في إيران يؤكد أن ضربات قاعدة عين الأسد، هي آخر تحرك عسكري إيراني في قضية “سليماني”.
يشار إلى أن الحرس الثوري الإيراني قد تبنى عملية قصف قاعدة عين الأسد العراقية، رداً على مقتل سليماني”، وهي العملية التي أدت إلى مقتل 178 شخصاً كلهم كانوا في الطائرة الأوكرانية المنكوبة، دون أن تقود الصواريخ إلى مقتل أو إصابة أي جندي أمريكي.