جعجع يؤكد: لا مكان لعودة “دويلة حزب الله” بعد انتهاء الحرب
مرصد مينا
حذر رئيس حزب “القوات اللبنانية”، سمير جعجع، من تجاهل السلطة اللبنانية للمخاطر الكبيرة التي تواجه البلاد بسبب ما اسماها الحرب الإيرانية – الإسرائيلية التي تدور رحاها على أرض لبنان.
وأكد الزعيم اللبناني في تصريحات صحافية، اليوم الجمعة، على ضرورة اتخاذ “موقف تاريخي” يعيد للدولة اعتبارها ويمهد لوقف إطلاق النار.
واعتبر أن سياسات “حزب الله” أدت إلى الوضع المتأزم في لبنان، محذراً من أن البلاد تواجه المزيد من القتل والدمار.
ووصف الوضع الحالي بأن لبنان يشبه “سفينة بلا ربان في بحر هائج”، منتقداً عدم إدراك المسؤولين لحقيقة الوضع القائم، حيث اعتبر أن ما يجري في لبنان هو جزء من صراع أكبر بين إيران وإسرائيل، مدعومة من الولايات المتحدة وأوروبا.
وتابع جعجع انتقاده للسلطة اللبنانية، قائلاً إن المسؤولين يتعاملون مع الأزمة بعقلية ضيقة وكأنهم لجنة إغاثة، مشيراً إلى أن لبنان يحتاج حكومة قادرة على اتخاذ قرارات حاسمة، وليس إدارة مؤقتة.
فيما يتعلق بتطورات “حزب الله”، أشار جعجع إلى أن قرار الحزب أصبح بالكامل بيد إيران، بعد اغتيال أمينه العام حسن نصر الله، موضحاً أن العمليات العسكرية للحزب تُقاد الآن بواسطة ضباط إيرانيين، وفقاً للأجندة الإيرانية.
ورغم الضربات العسكرية التي تلقاها الحزب، أكد جعجع أن “حزب الله” لم ينهار تنظيمياً، مشيراً إلى استمرار المجموعات القتالية في الجنوب بقرار غير مركزي.
كما أكد أن القدرات العسكرية للحزب تضررت، حيث كان من المتوقع إطلاق آلاف الصواريخ يومياً على إسرائيل، وهو ما لم يحدث، ما يبرز تغير ميزان القوى.
وعبّر جعجع عن أسفه للأداء السياسي للسلطة اللبنانية، مشيراً إلى أنها تقف مكتوفة الأيدي أمام كارثة وطنية، ولم تبذل أي جهد لتطبيق القرارات الدولية مثل القرار 1701. ودعا الحكومة إلى اتخاذ خطوات جدية لاستعادة القرار اللبناني.
فيما يتعلق بالقرار 1559 الذي يطالب بنزع سلاح الميليشيات في لبنان، أكد جعجع أنه كان دائماً موقفه منذ 20 عاماً، منتقداً التأخير في تبني هذا الخطاب، وداعياً إلى تحرك فوري لإنهاء الحرب.
أما بخصوص السلم الأهلي، فقد قال جعجع إنه لا يخشى على السلم الأهلي رغم الظروف الصعبة، مشيراً إلى قدرة الجيش وقوى الأمن على السيطرة على الوضع.
وأعرب عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى خرق في ملف الرئاسة الشاغرة إذا أفرج رئيس مجلس النواب، نبيه بري، عن المجلس.
وشدد على أن أي رئيس مقبل يجب أن يلتزم باتفاق الطائف والقرارات الدولية، مؤكدا أن انتخاب رئيس هو أسرع طريق لتحقيق وقف إطلاق النار.