جنوب السودان يقيل رئيس برلمانه
تحت الضغط والتهديد قدم رئيس برلمان جنوب السودان “انتوني لينو ماكانا” استقالته، بعد أن تلقى تهديدات من نواب البرلمان بعزله تحت تهم الفساد، وعرقلة مكافحة الفساد في البلاد.
حيث اتهم النواب “انتوني لينو ماكانا” بإخفاء تقارير التدقيق العام ومكافحة الفساد عن البرلمان، إضافةً لعرقلة جهود النواب لاستدعاء وزراء متهمين بالفساد لاستجوابهم، في بلد يعاني منذ نشئته قبل ثماني سنوات من الفقر والفساد.
ووجه نواب برلمانيون لـ “ماكانا”، اتهامات بالموافقة على قرض يبلغ 400 مليون دولار من البنك الإفريقي للتصدير والاستيراد “أفريكسيم بنك”، دون عرضه على البرلمان وفق ما ينص عليه القانون في جنوب السودان، بحسب ما صرح به النواب المعارضين لـ “ماكانا”.
وقال رئيس مجلس النواب المستقيل؛ في تصريحات أذاعتها محطة راديو جنوب السودان الرسمية اليوم الاثنين، “السبب وراء تقديمي الاستقالة إنما ينم عن احترام عميق ومخلص لقيادتكم” -قاصداً في كلامه الحزب الحاكم- وأضاف “ماكانا”، ولطلبكم مني القيام بذلك، في اعتراف ضمني منه بالضغوط التي مارسها النواب المعارضون عليه.
وتشهد الدولة الناشئة انتشار مخيف للفساد المالي، ما أدخل البلاد الفقيرة أصلاً في دوامة فقر جديدة، تسببت باندلاع حرب أهلية بعد عامين على تأسيس أحدث دولة في العالم، وذلك في عام 2011م.
وتواجه الحكومة في جنوب السودان فساداً كبيراً، وصل إلى مكتب رئيس الدولة، حيث حاكمت جوبا في 2016، أكثر من 12 متهماً بتزوير أختام وتوقيع رئيس الدولة، وهم من الدائرة المقربة من “سلفاكير ميارديت” رئيس جنوب السودان، إلا أن المتهمين حينها نفوا كل التهم الموجهة لهم، دون أن تتمكن المحكمة من التوصل لأدلة دامغة في القضية، التي تعكس مدى الفساد المستشري في دوائر الدولة من رأس الهرم ووصولا للقاعدة.