جنود إسرائيليون يعترفون بأوامر قادتهم باستخدام الفلسطينيين دروعاً بشرية في غزة

مرصد مينا
أقر عدد من الجنود الإسرائيليين بأن قادة الجيش أصدروا أوامر باستخدام فلسطينيين كدروع بشرية خلال العمليات العسكرية في قطاع غزة، في ممارسة خطيرة تتكرر بشكل منهجي منذ أكثر من عام ونصف، وفق ما نقلته وكالة “أسوشييتد برس” اليوم السبت.
هذه الاعترافات تأتي في ظل تصاعد القصف الإسرائيلي المستمر على غزة ومنع إسعاف المصابين، وسط تدهور الأوضاع الإنسانية.
وأكد الجنود أن القوات الإسرائيلية تُجبر الفلسطينيين على دخول المباني والأنفاق بحثاً عن متفجرات أو مسلحين، مع تعريضهم لخطر مباشر.
وذكر جنديان تحدثا مع “أسوشييتد برس” وجندي ثالث قدم شهادته لمنظمة “كسر الصمت” أن القادة كانوا على علم بهذه الممارسات وتسامحوا معها، بل أصدر بعضهم أوامر باستخدام الفلسطينيين كدروع بشرية.
وأشار بعضهم إلى أن هذه العمليات كانت تعرف داخلياً بـ”بروتوكول البعوض”، فيما أُطلق على الفلسطينيين المستخدمين في ذلك تسميات مثل “الدبابير”.
أحد الضباط الإسرائيليين، الذي طلب عدم الكشف عن هويته خوفاً من الانتقام، أفاد بأن الأوامر غالباً ما تأتي من القيادات العليا، وأن معظم الفصائل العسكرية في الجيش تستخدم الفلسطينيين بشكل مماثل لتطهير المواقع من المسلحين أو العبوات الناسفة.
من جانبها، أكدت منظمة “كسر الصمت” التي تجمع شهادات من جنود سابقين عن الانتهاكات، أن هذه ليست حالات معزولة، بل دلالة على انهيار أخلاقي شامل في الجيش الإسرائيلي، حيث أوضح مديرها التنفيذي ناداف فايمان أن هذه الممارسات تمثل فشلاً منهجياً مروعاً.
وتضمنت الشهادات الفلسطينية روايات مؤلمة من أشخاص أجبروا على العمل كدروع بشرية. فمثلاً، أفاد أيمن أبو حمدان (36 عاماً) من غزة بأنه تم احتجازه لأسبوعين الصيف الماضي، حيث أجبر على ارتداء زي عسكري وكاميرا على جبهته للدخول إلى منازل والبحث عن أنفاق ومسلحين، بينما كان الجنود يرافقونه ويقفون خلفه. وقال إنه تعرض للضرب وهدد بالقتل إذا رفض التعاون.
كما روى مسعود أبو سعيد (36 عاماً) من خان يونس تجربته حين أجبرته القوات الإسرائيلية على دخول منازل ومستشفى لحفر أنفاق مشتبه بها، وكان يرتدي سترة إسعافات أولية لتمييزه، ويحمل معدات عمل، معبرا عن خوفه على عائلته.
أما الفلسطينية هزار إستيتي، التي اعتقلتها القوات في مخيم جنين، فقد تحدثت عن إجبارها على تصوير وتفتيش عدة شقق، وأكدت خوفها الكبير من القتل وعدم رؤية ابنها الرضيع مرة أخرى.
بدورها، نفت إسرائيل استخدام المدنيين كدروع بشرية، زاعمة أن الجيش يحظر مثل هذه الممارسات ويشدد على عدم إجبار المدنيين على المشاركة في العمليات.
لكن شهادات الجنود والضحايا الفلسطينيين تثير تساؤلات جدية حول مدى احترام الجيش الإسرائيلي للقانون الدولي الإنساني ومدى مصداقية الرواية الرسمية الإسرائيلية.
وتأتي هذه الأنباء في ظل تصاعد الحرب الإسرائيلية على غزة منذ مارس الماضي وسقوط العشرات يومياً من المدنيين في قطاع غزة غالبيتهم من النساء والأطفال.