جنود الأسد.. مرتزقة للثوري الإيراني
في مؤشر على حلول خريف الميليشيات المحلية، بعد سلسلة من الأزمات التي عصفت بها، وشرذمت ولاءتها وتبعيتها بين الفاعلين الدوليين المتحكمين بالقرار السوري الداخلي والخارجي، دفعت أزمة مالية جديدة، حاصرت عناصر ميليشيات الدفاع الوطني، الى ترك مهامهم، والالتحاق بميليشيا الحرس الثوري الإيراني الذي توظفه ايران كذراع عسكرية للسيطرة على المنطقة بقيادة الجنرال قاسم سليماني.
وقالت مصادر محلية، أن عددا من عناصر ميليشيات الدفاع الوطني في مدينة الميادين بريف ديرالزور الشرقي، تركوا مجموعاتهم، وانضموا دون سابق انذار، إلى معسكرات قتالية تابعة للحرس الثوري الإيراني في محافظة ديرالزور شرق سوريا، وأوضحت االمصادر ان فرار هؤلاء جاء نتيجة “عدم حصول عناصر الميليشيات على رواتبهم منذ أشهر، ما اضطرهم الى الانضمام الى الميليشيات التي تدعمها إيران تصل مرتبات افرادها إلى 200 دولار أميركي”.
وتهدف إيران إلى زيادة نفوذها في سوريا مستخدمة أداة طائفية تهدد الاستقرار والسلم الداخلي، ا بحسب ما يقول الخبير في العلاقات الدولية محمد العطار لمرصد “مينا ” لافتا “الى انه لم يعد خافيا على أحد طماع طهران في جوارها العربي، خدمة لأهدافها التوسعية ” فالهلال الإيراني المزعوم لم يتشكل بصورته الكاملة، لعدم تحقيق التواصل الجغرافي حسبما تشتهي طهران” معتبرا ان “الوجود العسكري الإيراني يمكن احتواؤه في سوريا خلال السنوات المقبلة بسبب الضغط الإسرائيلي والأمريكي والموافقة الضمنية الروسية”.
من جهته، رفض الحرس الايراني طلب ميليشيات الدفاع الوطني في اعادة العناصر الذين تركوا مهامهم حسب ماذكر موقع “دير الزور 24″ حيث قال” إن ميليشيا الدفاع الوطني طلبت رسمياً من الحرس الثوري بضرورة اعادة وتسليم العناصر الذين انضموا اليها مؤخرا، إلا أن الحرس الثوري رفض الطلب مؤكدا أن العناصر باتوا جزءا من قواته.
وكان القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري، قد زعم وجود جيوش وفيالق عسكرية تابعة لهم في سوريا والعراق بمعدل 100 ألف مقاتل في كل دولة، فيما يجمع مراقبون على ان هذه الأرقام الإيرانية مبالغ فيها، معتبرين التصريحات الإيرانية بمثابة رسائل سياسية تزعم “احتلال ايران للعواصم عربية”.
وتعتبر ميليشيا الدفاع الوطني هي عبارة عن مجموعة من المرتزقة، أو مايعرف لدى السوريين بالشبيحة، شاركوا مع النظام بقمع الثورة السورية التي انطلقت عام 2011 ثم انتقلوا فيما بعد الى جبهات القتال ضد المعارضة المسلحة ، وكان النظام قد جندهم منذ عام 2012 مقابل رواتب قليلة وأطلق يدهم في سرقة منازل السوريين في الأحياء التي كانوا يدخلونها مايعرف بـ “التعفيش”، الأمر الذي كان بمثابة رشوة لهم ، الا أنه وبعد استعادة النظام السوري لأغلب المدن السورية بموجب اتفاقيات مع المعارضة المسلحة ، توقف التعفيش وتراجعت أوضاعهم المادية بعد عجز النظام عن دفع رواتبهم، ماسبب في انهيار الكثير منها .
ويقود “فراس العراقية” منذ سنوات ميليشيا “الدفاع الوطني” التي تعد من أكبر الميليشيات المحلية بدير الزور، ويعرف بمتاجرته في المخدرات والترويج لها، إضافة إلى تجارة الذهب والعملات الصعبة والأدوات المنزلية التي تم تعفيشها من منازل المدنيين، وكان من الذين استغلوا حصار داعش في وقت سابق لأحياء دير الزور الخاضعة للنظام” حسب وكالة “فرات بوست”
مرصد الشرق الاوسط وشمال افريقيا الاعلامي