جوزيف عون.. صباحك يا وطن
نبيل الملحم
لن يخرج النوّاب بلا رئيس، تلك حقيقة باتت واضحة أمام اللبنانيين، فإذا لم تكن فالحقائق اللاحقة ستكون مدمّرة للبلد الذي غصّ بالدمار بدءاً من الدمار الذي جرّه إليه حزب الله، مروراً بالفساد والخراب اللذين طالا قطاعات الدولة من المصرف حتى المرفأ، وما بينهما من لقمة العيش.
لن يخرج النواب من البرلمان قبل انطلاق الدخان الأبيض من نوافذ البرلمان، والمؤكد أن من سيكون الرئيس لن يكون إلاّ جوزيف عون، وكل التقاطعات تشتغل لصالحه.
فعلى المستوى الدولي ثمة ثالوث يبحث عنه وهو الثالوث الأمريكي، الفرنسي، السعودي، وعلى مستوى الداخل والقوى السياسية فلن يكون معارضاً لصعود الجنرال (عون جوزيف) سوى الجنرال (عون ميشيل)، والثاني جنرالاً كسيحاً، أثبتت التجربة أنه مٌقاد من الصُهر، وعاجزاً من أن يرفع صوته وقامته.
فيما سمير جعجع لابد وسيؤيد انتخاب جوزيف عون، ووليد جنبلاط سيذهب في هذا الاتجاه، وكذا سيكون حال الكتائب والجزء الأعظم من النواب المستقلين، وسيعارض هذا الاتجاه حزب الله ليُحدِث انشقاقاً عن نبيه بري وحركة أمل، دون نسيان أن نبيه بري لابد ويخرج من أعباء حزب الله وحمولته، وسيأتي هذا بعد أن فقد حزب الله قوّته وكرامته، ولم يتبق منه في الساحة سوى نعيم قاسم، الرجل المعطوب باللغة والحضور والتأثير.
بينما سيكون وفيق صفا مطعوناً بكل ما يقلل من قيمة الرجولة أو الشرف وقد اقترن اسمه بالكبتاغون والاغتيال وباتت بيئة حزب الله، هي الأحوج لإسقاط هذه التهمة عن نفسها بعدما قادها حزب الله إلى مذلّة ما بعدها مذلّة، هذا عداك عن مصادرة صوتها ولأربعة عقود متصلة لم تر من سياساته سوى المزيد من الإفقار، والمزيد من العزل، ومن بعد هذا المزيد، مزيد من الهزائم العسكرية وقد سلّم سلاحه إلى إسرائيل عوضاً من أن يسلّمه إلى الجيش اللبناني، وكل هذه الهزائم ستتوج بالضربة القاضية عبر إسقاط بشار الأسد، وكان ممراً ومقراً لسلاح حزب الله ومخدراته ومقدراته.
لبنان تغيّر، وهو اليوم أمام واقع جديد، ومرحلة جديدة، ومصير جديد، فإذا ماغاب حزب الله عن القرار، لابد ويستعيد البلد موقعه وعافيته، فالداعم الإقليمي جاهز وموجود، والداعم الدولي هو كذلك، ومخزون لبنان من العقول يمثل منجماً من الأدمغة، إن استعادها البلد فتستعيد بلدها، ولن يأتي هذا إلاّ عبر رئيس مواصفاته تختزل بكلمتين:
ـ ليس شخشيخة.
وجوزيف عون هو ذلك الرجل وقد أثبتت مسيرته ذلك، والدليل، ان اللبنانيين المنقسمون على الدوام، لم ينقسموا على تحية الصباح والمساء، ومفرداتها:
ـ صباحك ياوطن.
يحدث ذلك لحظة أن يقف اللبناني امام الجندي اللبناني.
الجندي الذي مازال يرتدي بزّة الوطن، في وطن كاد أن يُخطَف في لعبة الطوتئف التي كلما زاد عددها قلّ شأنها.