جيفري: الانتخابات التي أجراها الأسد استفزاز “حقير” وخدعة تامة
مرصد مينا – سوريا
وصف المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا السفير “جيمس جيفري” انتخابات مجلس الشعب التابع لنظام “الأسد” بـ”الاستفزاز الحقير” و”الخدعة التامة”، معتبرا أنها تؤكد على أن الأخير غير مهتم بشعبه.
وكان النظام قد أجرى، يوم الأحد، انتخابات مجلس الشعب في المناطق الخاضعة لسيطرته، لاختيار 250 عضوا من أصل أكثر من 16500 مرشح، في خطوة لاقت انتقادات واسعة، لاسيما وأنها تمت في ظل أزمات تعصف بالبلاد، أبرزها الانهيار الاقتصادي، وجائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19).
“جيفري” قال إن “الانتخابات التي أجراها (الأسد) تظهر استفزازا كاملا وحقيرا ضد شعبه، وهي تأكيد آخر على أن النظام الديكتاتوري المجرم غير مهتم بالشعب.. لم نكن نتوقع انتخابات نزيهة أو حرة، فهم لم ينظموا انتخابات نزيهة وحرة في ظل نظام البعث، هذا الأمر ببساطة غريب عن فلسفتهم، إنهم يخادعون ويكذبون ويبالغون في النتائج لصالح قائدهم طوال الوقت”.
وأضاف “جيفري” أن “ما هو مختلف هذه المرة، هو أن نصف سكان البلاد هربوا من نظام (الأسد) عبر الحدود أو كنازحين في مناطق ليست تحت سيطرة النظام، لقد منعوا رسميا 25 في المئة من الشعب هم الذين هربوا إلى مخيمات اللجوء، وأولئك الذين يسكنون في مناطق أخرى كشمال شرق البلاد، من التصويت، وبالتالي فهي خدعة تامة، ولا يحاولون حتى إخفاء حقيقة أنها خدعة تامة”.
إلى جانب ذلك، أكد المبعوث الأمريكي عزم بلاده مواصلة الضغط على النظام، وأن موقف واشنطن من “الأسد” يحظى بدعم عربي ودولي واسع، خاصة في مجلس الأمن، موضحا بالقول: “لقد أرسلنا رسالة لنظام (الأسد) عبر مجلس الأمن الدولي مؤخرا عندما حصل من يقفون معه بالكاد على ثلاثة أصوات أو أربعة من أصل 15 صوتا”.
مجلس الأمن الدولي رفض، في الـ8 من تموز الجاري، مشروع قرار روسي يدعو إلى تقليص آلية إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا، عبر تمديد آلية نقلها لمدة 6 أشهر فقط، مع الحد من عدد المعابر ليكون هناك معبر واحد عامل.
الرئيس الدوري للمجلس المندوب الألماني الدائم لدى الأمم المتحدة كريستوف هيوسغن قال، آنذاك، إن “مشروع القرار لم يعتمد لأنه لم يحصل على العدد اللازم من الأصوات”، موضحا أن “أربع دول فقط صوتت لصالح المشروع، في حين عارضته 7 دول، وامتنعت الدول الأربع الباقية عن التصويت”.
من جهة أخرى، أكد “جيفري” أن واشنطن “ستضيق الخناق المالي والاقتصادي والدبلوماسي على نظام (الأسد)، بغض النظر عن هوية الإدارة الأمريكية”، مشيرا إلى أن موقف الولايات المتحدة لا خلاف عليه بين قطبي السياسية الرئيسين فيها، مستشهدا بتمرير “قانون قيصر” بأغلبية ساحقة من الجمهوريين والديمقراطيين في مجلسي النواب والشيوخ.
“جيفري” قال “لدينا دعم الجميع في أميركا ودعم حلفائنا الأوروبيين والعرب، وسوف نواصل زيادة الضغط حتى نرى نتائج لأنه لا خيار لدينا، فهذا النظام ليس خطرا فقط على شعبه، بل على جيرانه وعلى المنطقة، ويشكل خطرا على الولايات المتحدة وسنعمل ضده”، مضيفا “لقد أرسلنا لهم رسالة عبر قانون قيصر، والأسواق المالية ترسل لهم رسالة مع الانهيار الكلي لليرة السورية”.
وحول ما إذا كانت الإدارة الأمريكية تفكر في تغيير نظام “الأسد”، أكد “جيفري” أن “واشنطن حذرة على أنها ليست بصدد تغيير النظام، بل تغيير سلوك النظام”.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد أعلنت، في الـ17 حزيران الماضي، عن دخول قانون “قيصر” حيز التنفيذ، الذي يشمل فرض عقوبات على النظام السوري ومؤسساته، وعدد كبير من أركانه، على رأسهم “بشار الأسد”، وزوجته “أسماء الأخرس”، وشقيقه “ماهر الأسد”، كما يلوح بفرض عقوبات قاسية على أي شركة أو منظمة أو هيئة أو شخصية، يثبت تعاملها مع النظام أو تقديم خدماته له.