حرائق مفتعلة.. النيران تلتهم الغابات التونسية
مرصد مينا – تونس
قامت الوحدات التابعة للديوان الوطني للحماية المدنيّة التونسي، أمس الإثنين، بـ 114 تدخلا لإطفاء حرائق بمناطق مختلفة من البلاد.
وأفادت وزارة الداخلية، اليوم الثلاثاء، بأن الوحدات التابعة للديوان الوطني للحماية المدنيّة قامت بـ440 تدخلا، من بينها 114 تدخلا لإطفاء حرائق و111 تدخلا للنجدة والاسعاف بالطرقات و189 تدخلا تعلقت بالإسعاف في غير حوادث المرور.
وشهدت مناطق مختلفة من البلاد، وخاصة منطقة الشمال الغربي، في الأيام الماضية، اندلاع عدد من الحرائق الامر الذي أدى إلى إتلاف جزء من الثروة الغابية.
إلى جانب ذلك، عن أسباب اندلاع الحرائق، تفيد المعطيات المتوفرة أن هناك أسبابا طبيعية مثل ارتفاع درجات الحرارة والصواعق وأخرى بشرية مثل القاء السجائر في الأماكن الغابية. كما أن هناك حرائق متعمدة، يعمد اليها سراق الثروات الغابية لطمس السرقات وبعض المحتكرين والموردين لمادة “اللوح”(الخشب).
وقد رصدت الإدارة العامة للغابات التونسية، خلال الأيام الأخيرة، 80 حريقا، اندلعت بشكل متتابع في غابات الشمال الغربي و الوسط، في مشهد صار متكررا مع ارتفاع درجات الحرارة، لكن مع ذلك تزايدت الشكوك حول وجود نوايا اجرامية خاصة بعد ان القت السلطات القبص على بعض الشبان الذي يشتبه في تسببهم في اندلاع حريق بولاية الكاف.
كما قبضت قوات الأمن التابعة للحرس الوطني بولاية الكاف، أول أمس الأحد، على ثلاثة أشخاص يشتبه في تسببهم في حريق اندلع بجبل كشيريدة في الكاف مساء الجمعة، وما زالت المساعي جارية حاليا لتطويقه، بحسب رئيس دائرة الغابات بالمندوبية الجهوية للفلاحة بالكاف “عمر الفرشيشي”.
وأضاف “الفرشيشي”: أن “هذا الحريق تزامن مع اندلاع حريق آخر بجبل الطويرف لم تعرف أسبابه إلى حد الآن، وتم تجنيد عدة وسائل لإخماد هذين الحريقين، رغم ما وصفه بقساوة الطقس واستمرار ارتفاع درجات الحرارة وصعوبة التضاريس التي حالت دون التدخل بالسرعة المطلوبة لإطفاء النيران المشتعلة في عدة مناطق من الغابتين”.
“الفرشيشي” توقع أن تتم السيطرة على هذين الحريقين خلال الساعات القادمة، ولا سيما بعد التمكن من تطويقهما وحماية السكان المجاورين للغابتين من خطر انتشار النيران إلى مساكنهم وممتلكاتهم، وفق تقديره.
وتواصل فرق الحماية المدنية وأعوان الغابات والأهالي في مناطق الكاف وباجة وجبال القصرين وسليانة، العمل على إخماد النيران التي طالت الغابات وأفزعت الأهالي وأضرت بمورد رزقهم، اذ أتلفت الأشجار الغابية وأشجار الزيتون وبيوت النحل، ونفقت بسببها عدد من الحيوانات، وكلها تمثل مورد الرزق الوحيد لسكان القرى والتجمعات السكنية المتاخمة للغابات .
وتعتبر جبال بلوط و السلوم و الشعانبي وجاردو و تكرونة وغيرها في تونس، مهددة بنيران حرائق مجهولة الأسباب حتى اللحظة.