حراك لبنان يتحدى الساسة والعسكر
ما زالت معركة عض الأصابع بين المتظاهرين اللبنانيين وأجهزة الأمن مستمرة، ففي تحد واضح، تعمل السلطات اللبنانية على فتح الطرقات الرئيسية والحيوية داخل العاصمة بيرت وفي ميحطها، لكن المتظاهرين يجددون إغلاق الطرق بهدف الضغط لتحقيق مطالبهم، لا سيما وسط دعوات المتظاهرين بعد “أحد الوحدة” أمس، إلى إضراب عام.
فقد أفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام، أن المتظاهرين قطعوا أوتوستراد القلمون بيروت، بالشاحنات، كما أغلق المتظاهرون جسر الرينغ وطريقي الزوق وجل الديب شمال بيروت، وعدة طرقات في البقاع وعكار وصيدا، رغم الإجراءات الأمنية المشددة للتصدي لقاطعي الطرق.
وارتفعت وتيرة قطع الطرق فجر اليوم الاثنين، حيث يرى المحتجون أن قطع الطرق الوسيلة المثلى لإيصال رسالة الاعتراض إلى السلطات، وبعد ليلة حاشدة وغير مسبوقة في قطع وإغلاق الطرقات، تتواصل الاحتجاجات في العاصمة وعدد من المدن، وسط إصرار واضح على استكمال التحركات إلى حين تحقيق الأهداف المرجوة، بتشكيل حكومة تكنوقراط غير مسيسة.
وفي سابقة جديدة من نوعها، دعا بيان المتظاهرين اليوم الاثنين، لتشكيل حكومة مصغرة مؤقتة من خارج الطبقة الحاكمة تدير الأزمة المالية كما تقوم بحملة جديدة ضد الفساد تشمل إقرار قوانين استقلالية القضاء واستعادة الأموال العامة المنهوبة، حسب ما جاء في البيان، كما طالب المتظاهرون اللبنانيون بانتخابات نيابية مبكرة، تنتج سلطة تمثل الشعب، إضافة لمطالبتهم بتشكيل حكومة مصغرة تشكل من كفاءات تقضي على الفساد.
ودفعت الاحتجاجات، التي لم تشهد لبنان مثلها من قبل، بالبلاد إلى أتون اضطرابات سياسية دفعت برئيس الحكومة “سعد الحريري” إلى الاستقالة، بينما تجد السلطات لبنانية صعوبة في احتواء أسوأ أزمة اقتصادية تواجهها منذ الحرب الأهلية بين عامي 1975 و1990.
ويستعد المعتصمون للتوجه من الطريق الداخلية نحو الأوتوستراد مصرين على قطع الطريق الرئيسية إليه فيما تضاربت الأنباء حول إغلاق مصارف لبنان كافة اليوم الاثنين.
مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي