fbpx

حرب غزة .. المنسيون

مرصد مينا

حتى اللحظة مازالت أرقام ضحايا حرب غزة منحصرة بمن أصابهم الرصاص، غير أن الرصاص قد يكون أكثر رحمة مما يسمى “الأعراض الجانبية للحروب”.

ـ أعراض جانبية؟

نعم.

بدليل أن الإعلام والمراسلون الصحفيون لم يتوقفوا عند  ما استوقف غارديان البريطانية، ومقال للباحثة في القطاع الصحي ديفي سريدهار، بعنوان “يقترب العلماء من معرفة الحجم الحقيقي والمرعب للوفيات وانتشار الأمراض في غزة”.

ـ المرعب؟

نعم هو ذا الحال، فالباحثة الإنكليزية وهي رئيسة قسم الصحة العامة العالمية في جامعة إدنبرة، نشرت ما يفيد بأن تفشي شلل الأطفال في قطاع غزة يبدو أمراً لا مفر منه، نظراً لانتشار المرض عبر المياه الملوثة والقمامة، التي تحيط بأولئك الذين يعيشون في الخيام.

الكاتبة أبدت قلقها من هذا الحال، وكذا تلك التعقيبات التي حملها الموقع الالكتروني لـ بي بي سي وقد اختزل مقالها، وجاء القلق وبدا أكثر إقلاقاً يوم أنبأت قراءها أن ثمة  اتفاق  على سلسلة من فترات توقف العمليات العسكرية  ولمدة تسع ساعات في أيام محددة، حتى يتسنى تطعيم الأطفال، حيث تقول إن القوات الإسرائيلية سبق أن هاجمت المستشفيات والمدارس وشاحنات المساعدات وموظفي الأمم المتحدة، ولم تعد المنظمات الأممية، مثل برنامج الغذاء العالمي، ترسل موظفيها إلى غزة.

اكتشاف شلل الأطفال في غزة “والكلام” للكاتبة سابقة الذكر “يذكر بالصعوبة المتزايدة في تقييم التكلفة الحقيقية للحرب، مؤكدة “أننا لا نملك فكرة دقيقة عن مدى انتشار الأمراض والمجاعة أو الوفيات غير المباشرة”.

لتضيف بأن انهيار أنظمة التسجيل المدني في غزة يعوق الحصول على بيانات دقيقة حول الوفيات، لافتة إلى أن وزارة الصحة تعتمد على التقارير الإعلامية، وهي ليست وسيلة موثوقة لرصد الأعداد الحقيقية.

تقدير العدد الحقيقي للوفيات حتى اللحظة ليس دقيقاً وليس بالوسع أن يكون دقيقاً والإحصائيات تأتي عن بعد، فقد  جرى تطوير أساليب على مدى عدة عقود لبناء مجموعات البيانات في المواقف التي تشهد ضعفا أو انهيار أنظمة الصحة والمراقبة، و… لم تفلح.

ديفي سريدهار كانت قد أشارت في مقالها إلى ما نشرته مجلة “لانسيت” الطبية مؤخراً حول تقديرات عدد الوفيات في غزة، حيث قدّر العديد من العلماء أن نحو 186 ألف حالة وفاة يمكن أن تُعزى إلى الحرب حتى منتصف يونيو/حزيران 2024.

وأضافت أنه إذا استمرت الوفيات بهذا المعدل، فمن المتوقع حدوث 149,500 حالة وفاة إضافية بحلول نهاية العام.

وتتابع أنه إذا ما جرى استخدام هذه الطريقة، فإن التقديرات سترفع إجمالي الوفيات منذ بدء الصراع إلى حوالي 335,500 حالة وفاة في المجموع.

وأضافت أنها أجرت تقديراً مشابهاً في الشتاء الماضي، متوقعة أن يسقط حوالي نصف مليون قتيل إذا استمر القتال دون تدخل دولي وتقديم المساعدات والرعاية الصحية، مشيرة إلى أن تدخل المجتمع الدولي ساهم بالفعل في إنقاذ العديد من الأرواح.

ولفتت إلى أنه وبالرغم من أن الوضع في غزة قد يبدو ميؤوساً منه، إلا أن محاولات الأمم المتحدة للوصول إلى القطاع تنقذ الأرواح وتحدث فرقاً حقيقياً لمئات الآلاف من الأسر، وأشارت إلى أهمية التعاون بين العلماء لتوثيق الحقائق، وأن هذا التعاون سيساهم في إيجاد حلول تحافظ على حياة الإنسان وصحته في ظل الصراع.

ثانية هي ذي بعض من الأعراض الجانبية لهذه الحرب، وفي الحروب ثمة قتلى.. قتلى لا يصطلح على تسميتهم بـ “الشهداء”، بل حتى لا يصطلح على تسميتهم بـ “الضحايا”.

كل ما يمكن من مصطلحات قد تنطبق على حالهم هو مصطلح :

ـ المنسيون.

نصف مليون  منسي في غزة حتى اليوم.

قد يتدحرج الرقم أكثر فأكثر.

هو الخبر الثانوي في حرب لن تكون ثانوية في التأسيس لطرائق جديدة في ابتكار القتل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى