حزب الله..انهيار في صميم الميليشيا
أثارت استقالة العضو البارز في حزب الله “نواف موسوي” ونائبه في البرلمان النيابي، الكثير من التساؤولات حول قدرة الحزب على ضبط سلوكيات أعضائه، خاصة وأن الخلفية التي دفعت “نواف” للاستقالة أو التي أُقيل لأجلها، لا تعدو عن كونها علاقات كيدية اجتماعية بين أعضاء الحزب.
“فضلت ان أكون اباً وليس نائباً وان احمي بناتي دون تبعات سلبية على الجهة التي أمثلها” بهذه العبارة فقط علّق “الموسوي” على خروجه من مجلس النواب، دون أن تحمل هذه الجملة أي دلالة على آلية الخروج.
وفي نظرة عابرة للقرارت التي تصدر عن الحزب اتجاه بعض أعضائه، نرى بأن هناك محسوبيات ترتكز على الخلفية الدينية أو المالية في طريقة تعامل الحزب مع أعضائه وفي حل النزاعات الناشبة بينهم.
تؤكد الوقائع بأن الحزب اليوم يحاول احتواء الخلاف بين شخصيتين بارزتين فيه، هما “نواف موسوي” و صهره سابقاً “حسن المقداد” ابن “محمد توفيق المقداد” مدير المكتب الشرعي لخامنئي في لبنان.
وتداولت وسائل إعلام إقليمية الأسبوع الجاري خبر، اقتحام أحد عناصر حزب الله مع مرافقته المسلحة لمخفر في منطقة الدامور، وتظهرت وثائق أن “الموسوي” هو من اقتحم مخفراً للشرطة في منطقة الدامور في جنوب بيروت، على خلفية خلاف عائلي بين ابنته غدير وطليقها حسن المقداد، وهاجم مرافقو الموسوي طليق ابنته، الذي أوقف سيارة طليقته ابنت “نواف” بشكل جنوني جنوب بيروت، ليلة السبت الماضية 11 تموز الجاري.
واستدعت الشرطة “نواف” إثر الحادثة للتحقيق بالرغم من أنه كان يتمتع حينها بحصانة نيابية، وتلزم هذه الحصانة الأجهزة الأمنية بالحصول على موافقة على استدعائه من مجلس النواب، ولم يصدر عن حزب الله أي تصريح رسمي بشأن الحادثة، ما يظهر توتر حاصل بين الحزب وممثله السابق في المجلس النيابي “نواف موسوي”.
وسط سكون مطبق من حزب الله عما جرى، خرجت إلى الواجهة الإعلامي أقاويل بأن تجميد حزب الله لعضوية “نواف” خلال هذا العام دليل كبير على وصول الخلاف بين الرجل وحزبه إلى حدّ لم يعد مقبولاً وجد “الموسوي” كممثل عن الحزب في المجلس النيابي.
ففي شباط الماضي، خاض “نواف موسوي” جدالاً مع رئيس حزب الكتائب النائب “سامي الجميل” خلال جلسة مناقشة البيان الوزاري، واعتبر “نواف” حينها أن الرئيس ميشال عون “وصل إلى قصر بعبدا ببندقية المقاومة”، وهو ما استدعى اعتذاراً من رئيس الكتلة “محمد رعد”.
ثم صدر قرار بتجميد ممارسة الموسوي عمله البرلماني مؤقتاً، ومُنع من التحدث في مجلس النواب أو في أي مناسبات حزبية، وكذلك من حضور اجتماعات “كتلة الوفاء للمقاومة”، لفترة زمنية، وكان هذا أول قرار يتخذه “حزب الله” بحق نائب ينتمي إلى كتلته النيابية، لكن حزب الله عاد عن قرار تجميد عضوية الموسوي في نيسان الماضي، ويشغل “الموسوي” منصب نائب عن كتلة “الوفاء للمقاومة” التي تمثل حزب الله في المجلس النيابي اللبناني منذ 2009.
وكانت وسائل إعلام قد تحدثت عن طلب حزب الله من “الموسوي” الاستقالة والأخير قدّمها إلى رئيس مجلس النواب “نبيه بري”، لكن مصادر سياسية مقرّبة من الحزب كشفت أن تفاصيل استقالة الموسوي نشرت في الإعلام قبل ورودها إلى الدوائر الداخلية في الحزب.
مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي