حزب الله.. سر الصمت
الرغيف اللبناني بات يأخذ الشكل التالي :”مقسوم لاتاكل، وصحيح لاتأكل” ما يعني تجويعك وبالقانون، فالوزارة لن تتشكل بغياب حزب الله، والإنقاذ الدولي لن يأتي بوجوده، وأية معضلة تلك المعضلة؟
حزب الله هو حقيقة لبنانية مضادة على طول الخط لمزاج وتاريخ، وثقافة لبنان، ولكنه تشكل بالسلاح، ومن ثم بالعقيدة، ومن ثم بقاعدة صلبة تربت في الحسينيات، وليس حجمها بقليل بالقياس مع بقية القواعد الشعبية لهذا الحزب اللبناني أو ذاك، ما يعني أن له سلطة السطوة على البرلمان كما على الوزارة، أي كان من يشكلها.
الفرنسيون بشخص رئيسهم استوعبوا هذه الصيغة، حتى أن الرئيس ماكرون كان التقى بالحيط اللبناني ممثل حزب الله في قصر الصنوبر، اكثر من ذلك ضحك معه وتبسم له.
الأمريكان، وبشخص دونالد ترامب، لن يبيعوا ابتسامة لحزب الله، ولكنهم يدركون كما الفرنسيين أن حزب الله العاجز عن الانجاز، قادر على الإعاقة، وفي حال كهذه لابد من الحرب عليه حتى اللحظة الأخيرة، أما الحرب عليه فلن تكون من لبنان، بل من طهران، فالذراع يقطع من الكتف في مثل هذه الحالة، وكل المؤشرات تقول بأن الايرانيين ماضون في برنامجهم النووي، ولا ندري ما الذي تخبئه مستوداتهم من تطوير لهذا السلاح، حتى بالوسع القول أنه لن يكون مستغربًا اذا ماجاء اليوم الذي تعلن فيه القيادات الايرانية عن امتلاك سلاح نووي، لتكون كوريا الشمالية في الشرق الأوسط، وتتحول الى شوكة في الفم الأمريكي.
بالنتيجة حرب امريكا على حزب الله لن تكون ذات جدوى ان لم تكن حربًا على ايران.
في لبنان، المسألة باتت اشد تعقيدًا، فالوزير باسيل، يدحش فمه في أذن الرئيس، والرئيس (حماه) و (جد أولاده) والظفر لايخرج من اللحم، ولجبران باسيل على ضآلة حجمه، ضخامة حساباته، ففي حساباته أن يكون في الأيام المقبلة رئيسًا للبنان، ولن يكون رئيسًا إن لم يكن تحت مظلة حزب الله، فالقوى الأخرى، والمسيحية منها على وجه التحديد متناثرة ومتشرذمة ولم تستطع حتى اللحظة بناء كتلة مسيحية قادرة على حماية موقع الرئيس، ذلك أن سمير جعجع في مكان، وآل الجميل في مكان، وسليمان فرنجية في مكان، والساحة المسيحية مقسمة كما لايخطر على بال، والحال هكذا، فلابد أن يرتهن باسيل الى حزب الله، مع أن كل المعلومات المتسربة من كواليس الصالونات تقول بأن باسيل من أشد اللبنانيين سخطًا على حزب الله، وسخطه هذا يترجم في هجومه على نبيه بري اللاعب الثاني في ملعب حزب الله، فالكلام للكنة لتسمع الجارة، وكان باسيل قد شن هجومًا مدويًا على نبيه بري وصولاً الى نعته بالبلطجي.
هذا عن الصف المسيحي اما عن لصف الاسلامي والسني على وجه التحديد، فليس بحال أفضل من الصف المسيحي حتى داخل عائلة الحريري نفسها، فالصراع يصل الى (جوات البيت)، وكان الإعلام قد نشر ما يكفي من صراع الاخوين، سعد وبهاء، وبالنتيجة الكل مفكك ووحده حزب الله متماسك، وبالنتيجة أيضًا فالكل على الشاشات باستثناء حزب الله محتجب عن الظهور.
صمت حزب الله سيكون أشد خطورة من نطقه، والكارثة اللبنانية الى المستحيل الذي يتولد عنه مستحيلاً.