حزب الله يبلغ بري رفضه تسليم السلاح حتى في حال انسحاب إسرائيل

مرصد مينا
أفادت مصادر مطلعة اليوم الأربعاء بأن الجناح العسكري لحزب الله أبلغ رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري بشكل قاطع رفضه تسليم سلاحه، حتى في حال انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية، مؤكداً استعداده للتصادم إذا أرادت الدولة اللبنانية المضي في هذا الاتجاه.
وأشارت المصادر إلى أن بري أبلغ المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توماس برّاك، بأنه غير قادر على تقديم أي وعود بشأن نزع سلاح الحزب شمال نهر الليطاني، في إشارة إلى الصعوبات السياسية والأمنية المحيطة بهذا الملف الشائك.
وكشفت المصادر عن وجود حالة من الغضب داخل أروقة الدولة اللبنانية تجاه ما وصفته بـ”عناد” حزب الله وإضاعته فرصة التفاهم الداخلي.
وأكدت أن هناك توجهاً لدى الرئاسة والحكومة للمضي في التعهد بحصر السلاح بيد الدولة، مع قناعة بأن عودة لبنان إلى محيطه العربي لن تتأثر بموقف الحزب.
وكان الرئيس اللبناني، جوزيف عون، قد شدد في تصريح له الثلاثاء على أن قرار حصرية السلاح بيد الدولة “نهائي ولا رجوع عنه”، مشيراً إلى أن تنفيذه سيتم بروية تحفظ وحدة البلاد وتمنع زعزعة السلم الأهلي.
من جهته، صرّح المبعوث الأميركي توماس برّاك عقب لقائه البطريرك الماروني بشارة الراعي، بأن الوضع في لبنان “معقد”، لكنه أعرب عن تفهمه للصعوبات، مؤكداً أن بلاده مستعدة للمساعدة، وأن “على الدولة اللبنانية أن تقرر مصيرها”.
وأضاف برّاك أن واشنطن لا تملك أي ضمانات لتقديمها إلى بيروت، ولا يمكنها الضغط على إسرائيل لفرض انسحاب فوري، موضحاً أن ملف نزع سلاح حزب الله هو “مسألة داخلية لبنانية”، رغم إصرار بلاده على وضع جدول زمني لتسليم السلاح قبل نهاية العام.
وفي زيارة برّاك الثالثة إلى بيروت خلال أقل من شهرين، تسلّم الموفد الأميركي مشروع مذكرة شاملة من الرئيس جوزيف عون باسم الدولة اللبنانية، تتضمن رؤية بيروت لتنفيذ التعهدات المتعلقة بوقف الأعمال العدائية مع إسرائيل، منذ إعلان الاتفاق في 27 نوفمبر الماضي وحتى البيان الوزاري للحكومة الحالية.
لكن بحسب مصادر رسمية مطلعة، فإن ردّ لبنان لم يتضمن جداول زمنية أو خطوات تنفيذية واضحة، وطالب واشنطن بالضغط على إسرائيل للانسحاب التدريجي من جنوب لبنان كشرط أساسي للشروع في تنفيذ عملية حصر السلاح بيد الدولة.