“حزب لله”.. هذا البحر وذاك الغطّاس
بالحد الادنى، فإن “حقل كاريش”، هو حقل نفطي / غازي متنازع عليه مابين لبنان وإسرائيل، وبالمشهد، وصلت سفينة التنقيب، وبالمتوقع أن يبدأ الإنتاج ولحساب إسرائيل خلال فترة لاتتجاوز اربعة أشهر.
الجيش اللبناني كان قد قدّم الخارطة المتضمنة حقوق لبنان بالحقل ومنطقته، وكان قد رفع مسودة مرسوم لرئيس الجمهورية ميشال عون للتوقيع عليه وإرساله إلى هيئة الامم المتحدة، متضمنًا حق لبنان بالحقل، أقله لتجميد العمل في هذا الحقل ريثما ينتهي النزاع القانوني والتحكيم الدولي عليه.
الرئيس وضع المرسوم في الأدراج، وفعل ذلك لواحد من احتمالات:
ـ اولها أنه نسي، وهو احتمال من الصعب القبول به، فالرجل وعلى خوائه وعجزه، لايزال يمارس الاطلالات التلفزيونية مؤكدًا أنه “الرئيس الاقوى” للـ “الجمهورية االقوية”.
ـ وثانيها أن مرسومًا كهذا سيغضب الامريكان، وللرجل وديعة عند الامريكان تسمى “الصهر المدلل”، الذي لابد من رفع العقوبات عنه، حتى لو كان الثمن خيانة لبنان.
ـ وثالثها “الخيانة الوطنية”، وهو امر ستتحقق منه الأيام، عاجلاً أم آجلاً.
هذا عن “فخامة الرئيس”، اما عن حزب الله، االذي لايرى في الدولة “دولة”، بل يراها “أرطة عاجزة”، فحتى اللحظة مازال بصمت المقابر، وهو الحزب الذي طالما رفع سبابته مؤكدًا على حماية حدود لبنان، بما فيها حدوده البحرية، اللهم حمايتها من اجل خدمة قوافل التهريب، وقوافل المخدرات، أما سلاحه في مواجهة إسرائيل فما زال مؤجلاً، والظاهر أنه سيبقى في المخازن، وليذهب غاز لبنان ونفط لبنان وحقوق لبنان إلى الجحيم، وصمته حتى اللحظة لابد وأنه صمت مريب، أقله وأمينه العام من المولعين بالإطلات الإعلامية بدءًا من “طلاّت عاشوراء” وصولاً لطلاته متحدثًا عن المقعد النيابي وأحكام الوضوء.
ميشال عون وحليفه، هما “الممانعة”، بل واكثر هما “محور الممانعة” الممتد من العراق إلى اليمن إلى سوريا إلى لبنان، إلى “المرضعة” طهران، وهو المحور الذي لم يمانع حتى اللحظة الخطوة الإسرائيلية الواسعة وتعبيرها في “حقل كاريش”، فيما تصدى للجيش اللبناني وهو يطارد “أبوسلّة” في بعلبك ليحميه ويحمي مخدراته بمواجهة الجيش اللبناني.
وهنا سيكون المنعطف:
فخامة الرئيس الحليف، والحزب الممانع، لاهذا ولاذاك فتح فمه يوم وضع الإسرائيليون يدهم على “المحتمل” من بحر لبنان، فما الذي بقي للأول من مبرر ليقول بأنه :”الريس القوي بالعهد القوي”، وما الذي بقي للثاني ليقول:
ـ انا الممانعة.
كثيرون قالوا بأن حزب الله مشتق من المشروع الإسرائيلي، ومن بين من قالوا ذلك صبحي الطفيلي الأمين العام السابق لحزب الله، وكان سبقه همسًا الراحل هاني فحص، المرجعية الشيعية المعتدّ بها.
وبالنتيجة:
ـ هذا البحر وذاك الغطّاس، فهل سيغطس حزب الله في بحر لبنان، لينفي عنه تهمة التلوث بإسرائيل؟
سبابة حزب الله بوجه اللبنانيين، تلك حقيقة، أما ذراعه ففي الجيب الإسرائيلي، يصافح من تحت المائدة وسلاحه على المائدة.
عن الرئيس القوي:
ـ المهم سلامة الصهر، وليذهب بحر لبنان وأسماك لبنان ونفط لبنان وغاز لبنان ومرفا لبنان إلى الجحيم.
ـ لم لا؟
ألم يعِد الرئيس القوي شعبه بالجحيم؟