حصاد 5 سنوات من انقلاب الحوثيين
قال ناشطون يمنيون إن حصيلة خمس سنوات من الانقلاب الحوثي على الشرعية، كانت مأساوية، وحملت آثاراً كارثية على الشعب اليمني من فقر وجوع ومرض، لافتين إلى كم الانتهاكات التي ارتكبتها الميليشيات بحق اليمنيين خلال تلك الفترة.
وأشار الناشطون إلى أن أبرز الأثار التي خلفها الانقلاب تجلت بحالة الانفلات الأمني الذي ساد في أنحاء العاصمة صنعاء، ونوهت المصادر إلى أن معدلات الجريمة ارتفعت بشكل ملحوظ؛ لتسجل منذ كانون الأول 2016 وحتى شهر آب 2019؛ أكثر من 80 ألف حالة موثقة، تنوعت ما بين القتل وسرقة منازل ومحلات تجارية وسيارات وممتلكات أخرى.
بالإضافة إلى اختطاف نساء وأطفال، وتوثيق حالات اغتصاب، إلى جانب ذلك، كشف النشطاء عن استيلاء ميليشيا الحوثي على 400 مؤسسة وشركة ما بين تجارية وخيرية وتعليمية ورسمية، وأراض وعقارات وغيرها، وذلك خلال ندوة أقيمت في مدينة مأرب بعنوان حصاد خمس سنوات من الانقلاب.
الندوة وفي ورقة العمل التي خرجت بها والتي قدمها مدير مركز العاصمة الإعلامي “عبدالباسط الشاجع”؛ كشفت أن الميلشيات أيضا استولت على ممتلكات أكثر من 3000 شخصية يمنية.
الصحافي المتخصص بالشأن الاقتصادي “محمد الجماعي” من جهته؛ تناول خلال الندوة أيضاً خسائر الاقتصاد اليمني جراء الانقلاب الحوثي منذ 5 سنوات، متهماً الحوثيين بتدمير الاقتصاد بصورة مباشرة وغير مباشرة، لصالح أجنادتهم الخاصة.
وقدر “الجماعي” ما تجنيه الميليشيات من نهب الاقتصاد والثروة اليمنية سنوياً بما يعادل 5 مليارات دولار بما فيها إيرادات الضرائب والجمارك والاتصالات.
بالإضافة إلى إيرادات شركتي النفط والغاز، لافتاً إلى ما سببه الانقلاب من تدهور فادح للعملة الوطنية والوضع الإنساني في عموم البلاد، الأمر الذي دفع باليمن ليصنف بين أسوء الدول في العالم حسب تقارير أممية.
كما أشارت ورقة العمل التي صدرة عن الندوة إلى أن وحدة الرصد وثقت أكثر من ألف و350 فعالية مناهضة لميليشيات الحوثي الانقلابية شهدتها العاصمة صنعاء، ذلك بالتزامن مع عمليات تحالف دعم الشرعية في اليمن.
انهاء الخطر
دعا الرئيس اليمني الانتقالي “عبد ربه منصور هادي” إلى ترتيب الصفوف ومواصلة الاستعدادات لمواجهة ميليشيات الحوثي، واستعادة السيطرة على باقي مدن اليمن التي تحتلها منذ خمس سنوات بدعمٍ إيراني.
وأكد “هادي” في تصريحات صحفية أن مسألة الانقلاب الحوثي سنتتهي قريباً، وأن صحفة المليشيات ستطوى بالكامل دون رجعة، متعهداً باستعادة كافة مؤسسات الدولة وعودة اليمن إلى محيطه الإقليمي والدولي كبلد فعال في المنطقة.
إيران هنا
كشفت مصادر يمنية عن وصول خبيري صواريخ وطائرات مسيرة إيرانيين، إلى العاصمة اليمنية صنعاء التي تسيطر عليها ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران.
ونقلت وسائل إعلامية عن المصادر، تأكيدها أن الخبيران وصلا إلى اليمن خلال الأيام القليلة الماضية، وهما الجنرال “محمود باقري كاظم”والجنرال “جاويد بردبار شير أمين”، مؤكدةً أنهما دخلا الأراضي اليمنية بجوازات سفر مزورة.
إلى جانب ذلك، أكدت المصادر أن الخبيرين مطلوبين للولايات المتحدة ومدرجة أسمائهم على قائمة العقوبات الأمريكية التي طالت عدة شخصيات إيرانية بسبب ارتباطها بالحرس الثوري وانشطته التخريبية في المنطقة، مشيرة إلى دورهما في تعزيز قدرات ميلشيات الحوثي الانقلابية لضرب المنشآت النفطية السعودية عبر الطائرات المسيرة.
أطفال اليمن.. بخطر
في مذكرة أعدها المنتدى العربي الأوروبي لحقوق الإنسان، أمام مجلس حقوق الإنسان، بدورته 42، والتي انعقدت في العاصمة السويسرية جنيف، أن ميليشيا الحوثي التي تقاتل في اليمن، والمدعومة من قبل السلطات الإيرانية قامت بتجنيد ما يقارب 23 ألف طفل يمني ليقاتلون في صفوفهم.
المنظمة الحقوقية، قدمت مذكرتها أمام المجلس، حيث ناقشت البند الرابع تحت عنوان “الحالات التي تلفت نظر المجلس الدولي لحقوق الإنسان”.
مؤكدة من خلالها قيام اليمن بتوقيع اتفاقية خاصة بحقوق الأطفال، كما أنها صادقت على بروتوكول خاص بحقوق الأطفال، وأضافت المنظمة، “إن اليمن يشهد تزايد بسوء الأوضاع، منذ أن قام الحوثيون بانقلابهم على الشرعية اليمنية، مما أثر على حقوق الأطفال، حتى باتت حقوق الطفولة اليوم بلا أية حماية.
التقارير الحقوقية أشارت إلى أن جماعة الحوثيين، قامت بتجنيد حوالي 23 ألف طفل يمني، وأقحمتهم بالحرب، مما يعد جريمة بحق الإنسانية والطفولة، حسب ما نص عليه القانون الدولي لحقوق الإنسان.
نهب النفط
بينت اللجنة الاقتصادية اليمنية المكلفة من قبل الحكومة الشرعية، أن ميليشيا الحوثي تسرق النفط اليميني وتتاجر فيه.
وقالت اللجنة الاقتصادية: ” إن الميليشيات الحوثية تحقق أرباحاً وفوائد من تجارة المشتقات النفطية تصل إلى 130% من إجمالي قيمة الشحنات المستوردة والمتاجرة فيها بشكل مباشر”.
وأوضحت اللجنة في بيانها الصادر: “أن الميليشيات الحوثية تحاول إضعاف حصة التجار اليمنيين من السوق لصالح التجار المحسوبين عليها، لأن عوائد الميليشيات تتضاءل في حال تواجد التجار غير المحسوبين عليها في سوق المشتقات النفطية إلى نحو 59% مقارنةً مع 130% ارباح محصَّلة نتيجة المتاجرة المباشرة للميليشيات في سوق المشتقات النفطية”.
مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإعلامي