حماس في دمشق.. المتعوس على خايب الرجا
غزل حماس / دمشق، سيتحوّل عما قريب إلى حفل زفاف برعاية “حزب الله”، وبتعميد من طهران، وكان السؤال على الدوام:
ـ وعلى ماذا اختلفا بالأساس وهما من طبيعة واحدة؟
نقول طبيعة واحدة، فلكل منهما تراث في “فوبيا الديمقراطية”، ولكل منهما ذراعه الممتد في أفواه ناسه، وكلا النظامين يشتغلا تحت مظلة “فلسطين”، ولم يتسبب أيّ منهما سوى بالنكبة تلو النكبة للفلسطينيين.
حماس فككت منظمة التحرير الفلسطينية وألقت بتاريخها وتراثها إلى المجهول، والأسد الأب لم يدّخر فرصة إلاّ وفتك بالمنظمة بدءًا من تل الزعتر مرورًا بحرب المخيمات، وصولأ إلى مجازر مخيمات طرابلس، ومازالت الذاكرة تحتفظ بمشهد ياسر عرفات وهو يُطرد من دمشق، وسط شماتة لئيمة من عناصر المخابرات الجوية الذين لم يدّخروا فرصة لإهانة الرجل حتى وهو يغادر مطارهم مطرودًا.
ولادة حماس لم تكن يومًا سوى لرسم نهاية منظمة التحرير والاستفراد بالفلسطينيين، لتحرر فلسطين وتستعبد الفلسطينيين.. لا هي حررت الفلسطينيين، ولا هي كفت عن استعبادهم، والعارفون بما تعانيه “غزة” من وطأة حماس، يشتهون الاحتلال الإسرائيلي، ويفضلون حرس الحدود عن كتائب القسام، واليوم.
تشير الأخبار إلى “فتح صفحة جديدة” بين منظومتين متشابهتين تشابكتا في “الصفحة القديمة” واستمرا في اشتباك استمر 10 سنوات.
حماس لم تخف الـ “الجهود المضنية”، التي بذلتها قيادة منظمة حزب الله اللبنانية خلال الشهور الماضية، للوساطة بين الطرفين، وبنتيجة أفضت إلى “منحها الضوء الأخضر لاتخاذ خطوات عملية، من أجل تقريب وجهات النظر بين النظام السوري والحركة الفلسطينية”.
بلا شك كان حجم الافتراق واسعًا مابين حماس ونظام دمشق عقب 2011، فقد راهنت حماس على صعود الاخوان المسلمين، واختارت جماعة الاخوان مفضلة تلك الجماعة على نظام دمشق، فـ “الاخوان” اخوانهم، ونظام دمشق “ابن العم” والأخ يُفضَل عن أبناء العمومة، وسقط الإخوان في دمشق، كما في القاهرة ، تونس، ولم يتبق لهم من مساحة للعب، سوى “نصف مساحة في أنقرة”، ومساحة مرهونة لتغير الظروف في قطر، فتركيا أردوغان فضّلت المصالح على العقائد، أما الإمارة فاستثمرت بالاخوان بما يكفي لجفاف ضرع بقرتهم، وبالنتيجة باتت “حماس” بـ “نصف” أب، ونقصد أردوغان، وبـ “نصف مرضعة” ونقصد قطر، ولم يعد أمامها سوى عكازة حزب الله في طريقها إلى دمشق.
ليس بعيدًا أن نشهد مهرجانًا خطابيًا لخالد مشعل في ملعب العباسيين بدمشق، او مهرجانًا آخر لاسماعيل هنية في صالة سينما الزهراء وهما يرفعان صور بشار الأسد عاليًا، ويلوحون بصور الأب الراحل المطبوعة على قمصانهم الـ “اتي شيرت”.. ليس بعيدًا أبدًا هذا اليوم لتكون الآخرة:
ـ التمّ المتعوس على خايب الرجا.
قريبًا نسمع أحدهما وهو يصرخ مؤكدًا على أن بشار “قائد الأمة”، فماذا سيكون وصف حسن نصر الله في هكذا حال؟
ـ إمام المؤمنين؟