fbpx

خرائط ما بعد الإدمان

نبيل الملحم

الخرائط لم تكن أزلية، وكذلك لا تعرف الأبد، ذاك حال خرائط الفراعنة / البابليين، أما الخرائط الإسلامية فطالما انزاحت عن سدّ الصين العظيم وقصر الحمراء الغرناطي.

ما يحدث اليوم هو إدراكنا أن خرائطنا “عادة”، “إدمان”، ولولا ذلك لامتدت أحزان الامم المنهارة إلى ما بعد “كلّ الزمن”.

ما سيحدث لنا أن الخرائط ستتبدّل، أما تبدّلاتها فوفق واحد من احتمالين، ليس من العقلاني ولا من الفصاحة استباق الزمن لنقول:

ـ تلك.

ونسقط الاحتمال الثاني.

خرائطنا غداً، أي في الوقت القريب العاجل:

إما اجتياح إسرائيلي يفكك كل الخرائط الراهنة باتجاه احتلالات جديدة، تطمح لامتدادات إسرائيلية تلقي بـ “الوعد” على المائدة.

وإما أن تتفكّك إسرائيل قطعة قطعة وتعود إلى أسطورة التيه القديم.

هذين هما احتمالات الخرائط المقبلة، خرائط الغد، وغالباً ليس من العثور على احتمال ثالث، أما عن الاحتمال الأول، فأن تجتاحنا إسرائيل لتفكّكنا، فهذا لا يُحدِث جديداً على الصيغة، فـ التفكك” منجز، ولسنا سوى أمم ملصوقة بـ “الغراء”.. لصاقات أمم “متجاورة متناحرة” وفق تعبير الطيب، طيب تزيني.

لٍم لا، أمم تتعايش قسرياً، وخرائط مرسومة بالقلم والممحاة، ومادام الامر كذلك فهي “أمم” يتيمة، “أمم” بلا “أم”.

أمم جمعتها “الهراوة”.. هراوة “المستبد” لا إرادات ناسها، والاكثر من ذلك أنه ليس ثمة من يبحث عن الطريق الذي يدله على الآخر ليتعرّف على مواطنه.

من منّا يعلم براعة السبعاوية الحلبية وسحر قرع الدفوف؟

من فينا التقط عمق احتفالية “ليلة الحنّاء” المردينية؟

ومن فينا سعى بكل ما امتلكته الرغبة أن يتعرف على عالم الرعيان؟

“أمم” على هذا النحو يسهل تقسيمها.

“أمم” كل ما نالته من الامّة سطوة الجلاّد.

والحال كذلك فبوسع إسرائيل، بما يزيد عن خطوة، او خطوتين أن تعيد رسم الخرائط وتلقي بـ “سايكس وبيكو” إلى النسيان.

هذا ليس بالامر البعيد.

قد يكون الاحتمال الثاني، ذلك ان إسرائيل زاوجت الكذبة بالعقيدة.. المظلومية بإعادة إنتاجها.

وبديلاً عن الامّة صنعت “الثكنة” مع توأمة “الشركة”.. هذه ليست امّة فما من امّة تكتسب حقائقها من “ضدّها”.. أنا موجود بدلالة الآخر الضد.

ـ أمّة بدلالة الثكنة / الشركة.

هذه أيضاً مزحة قاسية من نكات التاريخ.

ثمة ما يستوجب الاعتقاد بأنها “أمة تاكل نفسها”.

تلك هي القيامة الممكنة..

كذا حال القيامة الاولى “ممكنة”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى