خلاف سني في العراق حول تحديد أول أيام عيد الفطر هو الأول منذ قرون

مرصد مينا
شهد العراق، للمرة الأولى منذ قرون، خلافا فقهيا بين علماء أهل السنة حول تحديد هلال شوال وعيد الفطر، حيث اختلفوا بشأن ما إذا كان يوم الأحد هو أول أيام العيد كما أعلنته المملكة العربية السعودية وعدد من الدول الإسلامية، أو إذا كان الأحد متمماً لشهر رمضان ويكون العيد يوم الاثنين.
تاريخياً، كانت المرجعيات السنية في العراق توحد مواقفها بشأن تحديد شهر رمضان وعيد الأضحى بناءً على ما يصدر من المملكة العربية السعودية، بينما يعتمد الشيعة على مراجعهم الدينية. إلا أن هذا العام شهد تطوراً غير معتاد في هذا الصدد.
بينما كانت المرجعيات السنية تنتظر تحديداً موحداً بشأن العيد، أعلن إقليم كردستان العراق عبر دائرة الأوقاف أن يوم الأحد هو أول أيام العيد، مما أدى إلى توجه المصلين لأداء الصلاة.
ومع ذلك، انقسم العرب السنة في بغداد وبقية المناطق بعد إصدار “ديوان الوقف السني” بياناً ثم التراجع عنه.
هذا الخلاف أثار ارتباكاً في مختلف أنحاء البلاد، حيث اندلعت مشادات بين النواب السُّنة و”ديوان الوقف السُّني”، كما تباينت آراء المصلين حول طريقة أداء الصلاة في المساجد.
وفي ظل هذا التوتر، اتخذ “ديوان الوقف” قراراً بإغلاق المساجد في بغداد ومناطق سنية أخرى، مما دفع عشرات الآلاف من المصلين إلى تأدية صلاة العيد في الشوارع وأمام المساجد.
جدير بالذكر أنه وفقاً للتقاليد الشعبية العراقية، يذهب المصلون السُّنة في أول أيام عيد الفطر إلى محلات بيع “القيمر والكاهي”، وهو من الأطعمة الشعبية الشهيرة التي تُقدم على الفطور، لتكون أول مائدة صباحية بعد شهر من الصيام.
وفيما يتعلق بتحديد يوم العيد، عادة ما يتأخر الشيعة بيوم عن السُّنة في إعلان العيد وفقاً لمراجعهم الدينية.
وتدور بين أبناء الطائفتين مزحة شائعة على خلفية هذا الاختلاف، مفادها أن السُّنة يستمتعون بتناول القيمر والكاهي في أول أيام العيد، بينما لا يتبقى من هذه المأكولات إلا القليل في اليوم التالي، مما يعني، بحسب المزاح، أن الشيعة سيحرمون من الكمية والنوعية نفسها من الطعام.